قرى آشورية مشاريع حكم ذاتي مواقع الكترونية رياضة كتب فنون الأعلام الاشوريون فولكلور آشوري التاريخ الاشوري مقابلات وثائق مقالات الصفحة الرئيسية
 
انشودة الروح أو انشودة ابن الملك

 

أورد الدكتور مراد كامل في كتابه تاريخ الأدب السرياني ، ص 89. ملخصًا لقصيدة «أنشودة الروح» أو «أنشودة ابن الملك» التي بقيت لنا من شعر برديصان الآشوري، جاءت ترجمتها:

«ابن الملك يقص عن نفسه: لما كنت غلامًا كنت أعيش مترفًا في منزل والدي، وأراد والدي أن أسافر من بلدي في الشرق إلى مصر. فحملوني بأنواع من الهدايا والملابس المختلفة فضلاً عن الذهب والفضة، ولكنهم أخذوا مني الحلة الثمينة والمعطف الثمين، وقد عاهدتهم ألا أنسى إذا ذهبت إلى مصر لاستحضار اللؤلؤة من الحية السامة التي توجد في البحر،  أن ألبس الحلة والمعطف عند عودتي لأرث - مع أخي - مُلك أبي.

 تركت بلاد الشرق متحملاً متاعب الطريق صوب مصر. وكنت وحيدًا غريبًا، ولكني رأيت أحد مواطنيَ من النبلاء فصاحبته وحذرته من المصريين. ثم لبست لباس أهل مصر حتى لا يداخلهم الشك فيما أريده من الاستيلاء على اللؤلؤة، ولكنهم لاحظوا من أشياء كثيرة أني غريب عنهم، فنصبوا لي الشراك، ولكني أكلت من أكلهم، ونسيت أصلي الشريف، وقابلت ملكهم، ونسيت اللؤلؤة التي جئت من أجلها. وما كدت آكل من طعامهم حتى ذهبت في سبات عميق.

 وقد شعر والدي بما أصابني فجمع الملوك ورؤساء القبائل وأصحاب المراتب، وقرروا أن ينقذوني من مصر، وكتبوا إليّ خطابًا موقعًا عليه من الجميع يطلبون إليّ فيه أن استيقظ، وأن أتذكر أني ابن ملك، وأن أتذكر ما يلحقني من العار في العبودية، وأن أذكر اللؤلؤة التي حضرت من أجلها، وألا أنسى أن ألبس معطفي وحلتي حتى يُكتب أسمي في سجل الأبطال، وأحكم البلاد مع أخي. وقد وصلتني الرسالة في شكل نسر، فأيقظني صوتها، وعرفتها وقبلتها، وتذكرت اللؤلؤة التي جئت إلى مصر من أجلها، فذهبت إلى الحية وسحرتها حتى نامت، وسرقت اللؤلؤة. وتهيأت للسفر إلى منزل والدي. وتوجهت نحو الشرق، فوجدت الرسالة التي أيقظتني أمامي في الطريق، وكما أيقظني صوتها أضاء لي تقاطيع جسمها. وقد فرش طريقي بالمغرة (خيوط الذهب) على حرير الصين. وقادتني بسرعة إلى بلادي. فأرسل إليّ والدي الحلة والمعطف فلبستهما، وكنت قد نسيت شكلهما، وقابلت والدي مطاطئ الرأس في حلة مرصعة مطرزة، عليها صورة الملك، شاعرًا بأني كبرت بأعمالي، وصعدت إلى باب السلام، باب التضرع.»

 

 

تغيير: 07.19.2021

 جميع المواضيع تعبر عن آراء كتابها وليست بالضرورة رأي الموسوعة