نحن الاشوريون بجميع طوائفنا ومذاهبنا دوما نعمل من أجل الحرية والسلام والرخاء. لكن حلمنا النهائي هو أن يكون لنا وطنا قوميا ونسميه ... آشـــور                                                      

يوسف شيخالي - أريزونا

لكي يكون العراق الجديد مزدهر يعمه الرخاء، لا بد ان تكون ركيزته الاساسية العدالة، ولتحقيق ذلك ينبغي ان تكون المساواة مبدأ وطنيا، ويكون العراق ملكا لجميع أبناءه بلا استثناء، وليس حق لطائفة او فئة او قومية مهما كانت نسبتها العددية ان تتسلط على الاخرين وتخضعهم بحجة انها أكثرية.

ولأن المجتمع العراقي مجتمع تعددي ولأن كل المجموعات الدينية والقومية اليوم خائفة، لأنها تستهدف بعضها البعض الآخر، فالحل هو ان يكون للشيعي مناخا طبيعيا ليتحكم بقيمه وتطلعاته، وكذلك السني، والتركماني، والآشوري وجميع الفئات العراقية الاخرى.

الديمقراطية ليست فقط حكم الاكثرية بقدر ما تكون ضمانة لحقوق الاقلية. والفدرالية برأي هي افضل صيغة لوضع العراق المعقد المتنافر المبني على المذهبية والقومية والمناطقية.

النظام الفيدرالي العادل الذي يحترم التعددية والتوافق والاعتراف بالآخر، والذي يعكس الأنتشار الديموغرافي بألوانه، هو الذي سيحمي العراق ويضمن وحدته الوطنية. بمعني ان يكون التمثيل في السلطات توافقي وطني، لتلافي طغيان مجموعة كبيرة على مجموعة أصغر أو مجموعة قوية على مجموعة ضعيفة، وإذا نالت جميع الفئات العراقية حقوقها، سنكون شعباً مطمئنا آمنا وسينجح التعايش في عراق موحد ديمقراطي فدرالي.

ما عدا ذلك فكل الدلالات تؤشر اليوم على تفتيت العراق وتقسيمه، أو لاسامح الله اندلاع حرب اهلية. فالاكراد يريدون ضم كركوك واقسام كبيرة من نينوى وديالى الى اقليم (كردستان العراق) وهذه الفدرالية تقوم على اساس فدرالية قومية خاصة بكرد العراق. ودعوة السيد عبد العزيز الحكيم لإقامة فدرالية شيعية للجنوب والوسط هي دعوة طائفية. كل هذه الدعوات ستخلق مناطق فدرالية قومية وطائفية وستجر حتما الى تقسيم العراق الى دويلات صغيرة تعادي بعضها البعض الآخر، وتكون مسيَّرة تحت تأثيرات قوى خارجية.  

ان ما نقترحه هو تقسيم فدرالي توافقي للعراق، بخلق ثلاث اقاليم فدرالية اتحادية تخضع لسلطة مركزية في بغداد، تحفظ وحدة التراب العراقي وترفض التقسيم.

اقليم في شمال العراق ويسمى )اقليم الشمال( ويشمل المحافظات الحالية، دهوك، اربيل، سليمانية، تأميم(كركوك)، نينوى وصلاح الدين وديالى. تتمتع بادارة ذاتية وتدار ادارياً وفنياً بالكامل من قبل ابناء هذه المنطقة أو الاقليم بنسب عادلة بين العرب والاكراد والاشوريون والتركمان واليزيديين وغيرهم. فيجري اقتسام السلطة وتوزيع الحكم بينهما على شكل عادل يضمنه الدستور الفدرالي ودستور الاقليم دونما استئثار فئة بأخرى. تكون نينوى عاصمة هذا الاقليم .

المنطقة الوسطى او اقليم بغداد وتشمل بغداد وضواحيها والرمادي (الدليم) والنجف وكربلاء وواسط والقادسية وبابل ويمكن إضافة اجزاء من ديالى وصلاح الدين اليها، اقليم بغداد يحكم ويدار بنسب متساوية بين العرب السنة والشيعة والاكراد مع نسب عادلة للقومية الاشورية والتركمان والآخرين، وتكون بغداد هي عاصمة الاقليم والعراق باجمعه ومركز الحكومة الاتحادية الديمقراطية.

الاقليم الجنوبي حدوده تشمل الحدود الادارية الحالية لأربعة محافظات هي البصرة، المثنى، الناصرية وميسان، وتكون البصرة عاصمة هذا الاقليم، ويمكن إضافة اجزاء من الكوت والنجف. من البديهي ان تكون ادارة هذا الاقليم من قبل الاغلبية العربية الشيعية مع نسب عادلة للمجموعات العراقية الاخرى.

تخضع هذه الاقاليم الثلاث الشمالي والوسطي والجنوبي الى حكم مركزي في العاصمة بغداد. وتنتخب هذه الاقاليم الثلاثة مجالسها التشريعية والتنفيذية، كما تنتخب ممثليها في الحكومة المركزية والمجالس التشريعية والتنفيذية بحسب التمثيل السكاني لهذه الاقاليم والوحدات الادارية فيها..

توزع ثروات العراق وخيراته ومعادنه ومياهه توزيعاً عادلاً على الاقاليم بالتساوي تحت اشراف السلطة المركزية. وتحل اشكالات الجيش والأمن والشرطة بحل جميع المليشيات أو الحاقها بالجيش او الشرطة.

قد يقيم التقسيم الفدرالي هذا منظومة أقاليم تعطي بعض الاطراف مكاسب آنية، وتلقي الخسارة على البعض الآخر. ولكن رؤيتنا المستقبلية يجب ان لا تعتمد فقط "الربح والخسارة" ولكن على النتيجة النهائية التي نريدها ان تكون "ربح ربح"، تربح جميع الاطراف ويربح العراق الموحد الحر.