قرى آشورية مشاريع حكم ذاتي مواقع الكترونية رياضة كتب فنون الأعلام الاشوريون فولكلور آشوري التاريخ الاشوري مقابلات وثائق مقالات الصفحة الرئيسية
 

تعليق على تصريح السيد البرت يلدا سفير العراق لدى الفاتيكان

 

يوسف شيخالي- أريزونا

منذ تأسيس الدولة العراقية والآشوريون يأملون ان تأتي حكومة عادلة تعطيهم حقوقهم بجانب الواجبات الملقاة عليهم كمواطنين اصليين للعراق. ولكن في كل تجديد ازدادت مآسيهم وويلاتهم.

خلال الحرب العالمية الاولى، خسرت تركيا الحرب وخسرت ايضا ولاية الموصل.. وولاية الموصل كانت تشمل معظم المحافظات الشمالية العراقية اليوم، والتي تشكل القسم الجنوبي منها.

قرر تشرشل وزير المستعمرات حينذاك تكوين دولة العراق من الولايات الثلاثة بغداد والبصرة والموصل في كيان سياسي متكامل الشروط للدولة العصرية. ثم جاء نصب فيصل بن الشريف حسين الهاشمي ملكا على عرشها. ولذلك كان من مصلحة بريطانيا في ذلك الوقت تسوية المسالة الآشورية... ونتيجة لتلك السياسة حدثت مؤامرة اغتيال البطريرك مار بنيامين على يد الشكاك المجرم... وباغتيال ماربنيامين خابت آمال الاشوريين في الحصول على منطقة حكم ذاتي آشوري، كما وخسروا بتحالفهم مع قواة الحلفاء حكمهم الذاتي الذي كانوا يتمتعون به ضمن فترة الحكم العثماني.

افصحت القيادة الآشورية منذ البداية عن رغبتها بضم الموصل الى العراق، وشارك الآشوريون عسكريا وسياسيا في  التأثير على الوقائع السياسية وعلى اتجاهات لجنة التحقيق في تبنيها لتقرير ضم الموصل الى العراق، على امل في الحصول على حكم ذاتي على غرار ما كانوا يملكون في شمال (ولاية الموصل). وعلى الرغم من الدور الإيجابي للمسالة الآشورية في دفع النزاع وحل مشكلة الموصل لصالح العراق وعلى الرغم من ان بريطانيا اجحفت بحق الآشوريين وجعلتهم كبش الفداء لتحقيق مصالحها وضم ولاية الموصل الى حدود كيان العراق السياسي، ظل الاشوريين في نظر معظم القوى السياسية العراقية مجرد "مجموعة من المسيحيين الغرباء قدموا مع الإنجليز من تركيا الى العراق همهم الوحيد تكوين دولة آشورية في الموصل على غرار دولة إسرائيل اليهودية... وانهم جواسيس وعملاء للإنجليز... وغيرها من التهم التي ألصقت بهم ظلما وبهتانا. فكان من الطبيعي ان يفرز هذا التصور عن الآشوريين نتائج وترسبات نفسية أثرت على مجموعات كبيرة من الشعب العراقي التي كانت نتيجتها مذبحة سميل عام 1933 التي خسروا فيها ايضا عشرات القرى في تلك المنطقة.

تنفس الآشوريون الصعداء عند قيام ثورة 14 تموز.. وضنوا ان حياتهم كمسيحيين ستكون افضل، ولا اتصور بانه كان هناك اي اشوري لم يكن يحب عبد الكريم قاسم بل حتى وصل البعض الى تأليه ذلك الرجل. ولكن لم يلبث حتى انقلبت الأمور بقيام الحركة الكردية عام 1961 في شمال العراق، التي راح ضحيتها الآشوريين فخسروا أراضيهم نتيجة الهجرة القسرية او الهجرة خوفا على حياتهم وعوائلهم. ثم تلتها مذبحة صوريا على يد المقبور صدام سنة 1969...

صحيح باننا نحن الاشوريون استطعنا اقامة روابط الجوار والصداقة والتفاعل الحضاري والتفاهم مع جيراننا، وتعلمنا عاداتهم وطبائعهم  وتعلمنا لغاتهم، فإذا ما حصلنا على أي شيء فرحنا وهتفنا لهم أما إذا أهدروا حقوقنا وضلمونا فاننا كنا نغضب ولكننا تعلمنا أن نسكت على مضض لأنه كنا نعلم ما إذا أعلنا غضبنا فحتما ستكون حالنا أسوأ.

وهنا أتسائل يا سيادة السفير، الى متى سنحمل كيان الخراف؟ ومن اعطاك الحق لكي تتكلم نيابة عن المسيحيين في العراق؟ ومن قال ان مشروع الحكم الذاتي هو ديني؟

واجابتك على سؤال حول قيام محمية مسيحية في سهل نينوى تقول: "لا توجد أية خطة بهذا الشأن، والمسيحيون أنفسهم يعارضون هذه الفكرة" والحقيقة هي ان مطلب الحكم الذاتي هو مطلب قومي وليس ديني. معظم القوى الاشورية السياسية بكافة طوائفها تتبنى هذا المشروع. فمؤتمر عينكاوة والسيد سركيس أغاجان تبنوا الحكم الذاتي الاشوري وان كان تحت اسم قومي مركب. ومؤتمر كاليفورنيا/ايران تبنى هذا المشروع ايضا. والمؤتمر الاشوري العام في تركيا/اوربا تبنى هذا المشروع. ولم يبقى معارضا الا زوعا، وطبعا كنيسة الفاتيكان الكاثوليكية التي بدورها تعطي اوامرها للكنيسة الكلدانية، وانت سفيرا لديها.

عرف السبب بطل العجب  

 

تغيير: 07.19.2021

 جميع المواضيع تعبر عن آراء كتابها وليست بالضرورة رأي الموسوعة