يوسف شيخالي- أريزونا
من الصعب ان
نفصل بين ما فعلته الكنيسة الكاثوليكية (الفاتيكان) والآباء الدومنيكان
بالآشوريين في الماضي .. وما يجري في الوقت الحاضر بتمزيق وحدة الصف
الاشوري .. فهو مخطط دائمي قائم ويتجدد ..
في لقاء مع
واعظ كبيرمن الكنيسة البروتستانتية قبل عدة سنوات، قال "ان السياسة
العالمية قبل انهيار الشيوعية، كانت تتجه باخلاء منطقة الشرق الاوسط من
المسيحيين.. ولكن مع بداية سقوط الشيوعية وضهور التيارات الاسلامية
المتطرفة كقوة بديلة، انقلبت الآية، فاتجهت القوى العظمى لتقوية المسيحية
في هذه المنطقة الغنية والحيوية..". لذلك اخذت الكنائس العالمية تتسابق من
اجل الهيمنة على المنطقة.
في سياق ذلك اتجهت سياسة
الفاتيكان للهيمنة على الكنائس المشرقية، فتم اختيار البطريرك الماروني
نصرالله صفير كردنالا، وتفعيل دوره السياسي في لبنان. وتنصيب مار اغناطيوس
موسى الاول بطريركا على السريان الكاثوليك عام 1998 ومن تم مسؤولا للكنائس
الكاثوليكية المشرقية. وتم
أيضا غربلة في الكنيسة
الكلدانية. توفي بعض اركان الكنيسة (الوحدويون) امثال البطريرك بيداويد
ومطران اربيل السابق حنا مرخو والاب يوسف حبي.. وجميعهم توفيوا في خارج
العراق!! وتم تعيين قداسة البطريرك عمانوئيل دلي في الفاتيكان بعد تعذر
انتخابه في المؤتمر السنهدوسي الذي منعقدا في العراق.
بالاضافة الى محاولة ترتيب
البيت المشرقي للكنيسة الكاثوليكية، بدأ العمل باستراتيجية جديدة من اجل
احتواء الكنيسة الشرقية الاشورية، التي بدأت في منتصف الثمانينات من القرن
الماضي بمباحثات شاقة وطويلة لمدة 10 سنوات تقريبا بين الفاتيكان وبين
الكنيسة الشرقية الاشورية (النسطورية)، حتى تمخض عنها اجتماع قداسة البابا
يوحنا بولس الثاني مع قداسة مار دنخا بطريرك الكنيسة الشرقية الآشورية وتم
التوقيع على الاعلان المشترك بين الفاتيكان والكنيسة الآشورية في 11 تشرين
الثاني من سنة 1994 الذي يتضمن وحدة الايمان المشترك، والعمل على توحيد
الطقوس الكنسية بين الكنيستين.
بدأت
الفاتيكان مساعداتها السخية، فهيأت الاجواء لانضمام الكنيسة الاشورية الى
الجمعية العامة لمجلس كنائس الشرق الاوسط ، ومنحت بعثات دراسية لكهنة
الكنيسة الاشورية لشهادات عليا (من ضمنهم مار باوي)، وتأجير أو استعارة
الكنائس الكاثوليكية للاشوريين لاقامة القداديس.. الخ. وبذلك ظهرت الكنيسة
الاشورية لعامة الشعب الاشوري كما لو انها قد اصبحت لقمة سائغة وارتمت في
احضان الفاتيكان، لولا يقظة رئاسة الكنيسة ومعرفة كنه المؤامرة والعمل على
افشالها.
ظلت عملية
توحيد الطقوس الكنسية بين الفاتيكان والكنيسة الشرقية (النسطورية) معلقة
لحد الآن بسبب وفاة قداسة البابا يوحنا بولص الثاني. امتنع ستة مطارنة من
أصل أحد عشرمن الحضور في أول الامر للمؤتمر السنهدوسي للكنيسة الاشورية
الذي كان مقررا للانعقاد لبحث توحيد الطقوس الكنسية بين الفاتيكان والكنيسة
الاشورية. الطقوس الكنسية هي سبعة لكل كنيسة، متشابهة في بعضها ومختلفة في
البعض الاخر.
الوسيط
والمباحث بين الفاتيكان والكنيسة الشرقية الاشورية كان سيادة المطران
(باوي)، وكذلك كان المباحث بين الكنيسة الاشورية والكنيسة الكلدانية في
عملية لتوحيد الكنيستين التي تعثرت وتوقفت المباحثات لأسباب لم يعلن عنها.
وللمسؤولية والسلطة الكبيرة التي انيطت لسيادة المطران (باوي) اتجه الى
تسييس سلطته الروحية واتخاذ اجراءات خارجة عن قوانين الكنيسة.
ثارت ثائرة
الكنيسة الكلدانية
بعد الاتفاق الثنائي بين الفاتيكان والكنيسة النسطورية لسببين: كنسيا،
فحتما سيتضائل وزنها وتفقد مكانتها اذا ما تم اتفاق نهائي حول الامور
المتعلقة بين الفاتيكان والكنيسة الاشورية (النسطورية).. وسياسيا، فان
تجربتها في الحقل القومي كادت ان تكون مفقودة وكما أشار لها المطران
أبراهيم أبراهيم في مقابلة اعدها له د. سركون داديشو خلال مقابلة تلفزيونية
قبل عدة سنوات. فالسياسيون من الطائفة الكلدانية باكثرتهم الساحقة كانوا
شيوعيون.. بعثيون.. (كردستانيون)..الخ.
لذلك كان
لزاما على الكنيسة الكلدانية ان تتبنى استراتيجية جديدة في العمل الكنسي
والعمل السياسي ايضا. فرفعت شعارات: التسمية القومية..الاكثرية
والاقلية..الوحدة..واخيرا الخصوصية القومية للكلدان، من اجل شق الصف
الاشوري لفتح الطريق امام طموحات شخصية لبعض من قادة الكنيستين (الكلدانية
والنسطورية).
واستغلت هذا
الوضع الاشوري الغير طبيعي، والوضع المتوتر في العراق قوى آشورية وغير
آشورية التقت مصالحها بالرغم من اختلافاتها الايديولوجية والسياسية.
من أجل دحر
المؤامرات والمضي قدما بالحركة القومية الاشورية واعادة تفعيل دورها القومي
الاشوري، على جميع التنظيمات الاشورية المعتمدة (زوعا، بيت نهرين، الوطني
الاشوري، خويادا، مطكستا.. وغيرهم) توحيد الخطاب الاشوري بتأسيس لجنة
تحضيرية تكون مهمتها توحيد المطاليب القومية، ووضع قانون وبرامج عمل لمدة
سنة واحدة، يتجدد حسب المراحل القادمة.
وليكون
شعارنا جميعا «العمل القومي سيقودنا للنصر، وأحزابنا هي أداة هذا العمل».
|