قرى آشورية مشاريع حكم ذاتي مواقع الكترونية رياضة كتب فنون الأعلام الاشوريون فولكلور آشوري التاريخ الاشوري مقابلات وثائق مقالات الصفحة الرئيسية
 

زوعا وسياسة التشكيك والتشهير

 

يوسف شيخالي- أريزونا
04/19/2006

التشكيك والتشهير سياسة متداولة في الشرق والغرب.. ولكنها سياسة قذرة.

قبل حوالي ثلاثة عقود من الزمن في بغداد، حكى لي توفيق الذي كان شيوعيا عن محادثة بينه وبين أحد أصدقائه القدامى كان قد التقى به في بلغاريا، وصديقه هذا كان بعثيا حينذاك. وصف توفيق السياسة بانها «شرف واخلاق» وعارضه صديقه البعثي واصفا السياسة بأنها «خداع ونفاق».

في العراق خلال الأربعين سنة الماضية في ظل صدام تحولت سياسة (شرف وأخلاق) الى سياسة التسويات.. وسياسة (خداع ونفاق) الى سياسة وطنية ومبادئ !! كل من لا يعمل بموجبها فهو خائن، عميل، وضد الحكومة ويجب أن يقتل. انجبت هذه السياسة في العراق جيل أو جيلين تربوا على هذه المبادئ، من كافة الأطياف والقوميات العراقية. ولم تستثنى من هذه السياسة التنظيمات الاشورية وبالاخص الحركة الديمقراطية الاشورية التي تبنت السياسة هذه للتفتيت والهيمنة على جميع التنظيمات الاشورية والكنائس التي كانت تعارضها ولم تعمل لصالحها .

لم يكن للحركة الديمقراطية الاشورية في بداية ثمانينات القرن المنصرم تنظيمات في خارج العراق. وبعد حرب الكويت وقيام المنطقة الآمنة في شمال العراق ودخول الحركة في «الجبهة الكردستانية» ومجال العمل المتاح في المنطقة اعطتها زخما وقوة في العمل السياسي وتأييدا جماهيريا في الخارج.

استغلت الحركة وضع الشيوعيين الاشوريين المنحسر في الغرب، ووضع الاشوريين البعثيين المتذبذب، وكذلك الانتهازية السياسية لدى الكثير من منتمي التنظيمات الاشورية باستقطابهم لتشكيل تنظيمات الخارج للحركة.

عملت الحركة منذ بداية تشكيل تنظيماتها في الخارج على حصر مهمة هذه التنظيمات بالترويج الاعلامي لنشاطاتها في داخل العراق وجمع الاموال لها، ولكي يكون لها ذلك كان على تنظيمات الحركة الحديثة بالعمل على شل نشاطات الاحزاب الاشورية الاخرى أو تفتيتها بالوسائل التي اكتسبت خبرتها من السياسة العراقية. 

وكمثال على ذلك أود ان اقتبس من وثيقة سرية لزوعا «تعليمات انتخابية رقم -3- » كانت قد تسربت ونشرت على الانترنيت خلال الانتخابات السابقة ودخول قائمتهم 204 الانتخابات:

الاقتباس: «قائمة التجمع الوطني الاشوري (القائمة 139):
ان حمل القائمة للتسمية الاشورية يجعلها مرشحة لكسب اصوات شعبنا من ابناء الكنيسة الشرقية من كلا التقويمين خاصة وان مرجعيات كلتا الكنيستين في العراق، مار كوركيس ومار أدّي، ابديا بوضوح دعمهما للقائمة حتى ان شقيقة مار كوركيس هي احدى المرشحات في القائمة.
لتقليل فرص القائمة في سحب الاصوات يمكن تبني هذه النقاط:
اولا: اتهام القائمة بضيق الافق القومي وبانها قائمة تريد تفتيت شعبنا.
ثانيا: اتهام رئيس القائمة عوديشو ملكو بالسلوك العشائري البدائي وعدم الترويج لنتاجاته الادبية والثقافية.
ثالثا: نشر الفضائح الاخلاقية والمالية حول اساقفة الكنيسة مع عدم المس بالبطريرك والاكتفاء بالتلميح الضمني الى مشاركته في الفساد بسبب عجزه عن معالجته.
رابعا: تركيز الهجوم على ايشايا ايشو وتقلباته السياسية.»

نظرة بسيطة على هذه التعليمات يثبت للمتتبع مدى خطورة هذه السياسة القذرة التي ادخلت امتنا الاشورية في مشاكل كنا في غنى عنها، بدءاً بمشكلة التسمية ومرورا بتأجيج وتهويل الخلاف في كنيسة المشرق الاشورية من اجل الهيمنة على السياسة الاشورية.

على الحركة الديمقراطية الاشورية اليوم لكي تستمر في مسيرتها وتعيد مكانتها القومية أن تعيد حساباتها وتتخلى عن الاساليب الهدامة.. وتعمل كشريك مع التنظيمات الاشورية لا كتنظيم قائد او تنظيم وحيد. والشراكة معناها دمقرطة العمل القومي الاشوري.

 

تغيير: 07.19.2021

 جميع المواضيع تعبر عن آراء كتابها وليست بالضرورة رأي الموسوعة