قرى آشورية مشاريع حكم ذاتي مواقع الكترونية رياضة كتب فنون الأعلام الاشوريون فولكلور آشوري التاريخ الاشوري مقابلات وثائق مقالات الصفحة الرئيسية
 

الاسقف سرهد جمو.. وخطة (ب)

 

يوسف شيخالي- أريزونا
05/05/2006

جلب انتباهي عنوان في موقع عينكاوة "الاجتماع الابريشي لكهنة ابريشية مار بطرس للكلدان والاشوريون الكاثوليك في غرب امريكا" وسؤال كبير يطرح نفسه حول هذه التسمية الجديدة (الكلدان والاشوريون الكاثوليك)، هل بدأت خطة (ب) للاسقف سرهد جمو..؟

مع بداية الالفية الثالثة انشغل الوسط الاشوري بالخلافات على التسمية القومية لامتنا الاشورية التي ابتدعتها الكنيسة الكاثوليكية الشرقية الملقبة خطأ (الكنيسة الكلدانية) وعلى رأس هذه المحاولة كان المطران سرهد جمو يحاول جاهدا العمل في اتجاهين، الاتجاه الاول وكما وضعها هو نفسه (الانبعاث الكداني)، اي باتجاه "نظرية قومية كلدانية"، والاتجاه الثاني كان تفتيت الحركة الاشورية القومية، وفي نفس الوقت تدمير الكنيسة الشرقية الاشورية التي تسير بالتوازي مع الحركة القومية الاشورية لقرون طويلة. وبذلك ستتوفر له الاجواء الملائمة للتحرك باتجاه هذا الانبعاث الكلداني. 

الاسقف جمو يعمل في صناعة النظرية الكلدانية ولكن لا يعير اهمية للتاريخ او انه يعتقد ان باستطاعته اعادة كتابة التاريخ، كما كان صدام يحاول ذلك من قبله. لا اعرف اين كان سرهد جمو حينما اعلن صدام حسين اعادة كتابة التاريخ مركزا على "عروبة الكلدان". كل ما نتذكره في امريكا ان الكنيسة الكلدانية قبضت ملايين الدولارات منح على الخدمات التي كانوا يقدمونها لذلك النظام، في حين كان الاشوريون القوميون يحاولون جاهدين منع هذه المؤامرة. الاشوريون من جميع الطوائف وحتى من الكنيسة الكلدانية كانوا يتضاهرون امام الكنائس الكلدانية والكهنة يستضيفون البعثيون في اقبية الكنائس.

هذه هي مرحلة انبعاث وخلق المستقبل الكلداني، قالها المطران جمو وارسل وفودا تتكون من رجال الكنيسة الكلدانية ومنظمات كلدانية حديثة صنعها البعثيون واصحاب المصالح لتفاوض المنظمات الاشورية، فهرول (الوحدويون) لمنع حدوث انشقاق قومي فجاءوا بنظرية قومية (وحدوية..الكلد و آشوريين) وتسميات متعددة تتجدد يوما بعد يوم. وبعد ان استطاع تلهية (القوميين الوحدويين) (والقوميين المحافظين) بلعبة التسميات، عاد هو وكنيسته يدعمون التنظيمات الكلدانية المصطنعة من اجل فصلها عن الطوائف الاشورية الاخرى، والعمل الحثيث من اجل الهيمنة على هذه التنظيمات المتكلدنة، التي برأي ستعود لتكون عبئا ثقيلا على الكنيسة بسبب الحضور الكثيف لليسار فيها..

الخطة (أ) خطت شوطا متقدما او نجحت نجاحا كبيرا:

فاولا: نجحت في التأكيد على المفهوم القومي لدى كلدان سهل نينوى وخاصة التلكيف. وساعد في ذلك المنظمات السياسية الجديدة التي أسسها اليساريون المخضرمون كالمنبر الكلداني واتحاد القوى الكلدانية..الخ، وكذلك الحزب الكلداني الديمقراطي الذي جاء تأسيسه اصلا من قبل فاضل ميراني مسؤول المكتب السياسي لـ (حدك). فهؤلاء جميعهم التقت مصالحهم ومصالح الكنيسة الكلدانية.

ثانيا: نجاحهم في ادخال تسمية (الكلدان) كتسمية قومية في الدستور العراقي الجديد.

ثالثا: استطاعوا تلهية المنظمات القومية الاشورية بلعبة التسميات. ولكن الأهم من ذلك استطاعوا شل الحركة الديمقراطية الاشورية (زوعا) والتشكيك في مصداقيتها بعد جرها الى صراعات جانبية مع المنظمات الاشورية المتعددة، ومع الكنيسة الشرقية الاشورية.

رابعا: نجحوا الى حد كبير بزرع الشقاق في الكنيسة الشرقية الاشورية بعد تهيئة وتجنيد الاسقف السابق اشور سورو (باوي) لهذا العمل. وحصيلة ذلك جر الكنيسة الى المحاكم في الولايات المتحدة.

خامسا: توسّع افقي وعمودي في المجالات الاجتماعية الكنسية والسياسية للكنيسة الكلدانية، حيث  تم تأسيس جمعيات ومنظمات وكنائس جديدة، ويتم تفعيل دورها الى اقصى الحدود. وكذلك التركيز على النشاطات الاعلامية بإحتواء المواقع الالكترونية.. وكذلك فضائية عشتار. 

اليوم سرهد جمو على ما يبدو يشبك خيوط الخطة (ب) التي سيعود الاسقف السابق باوي الذي رفع شعار (الوحدة والتحديث) ليكمل العمل. والمستهدف الرئيسي هذه المرة ستكون الكنيسة الشرقية القديمة (التقويم الشرقي)، ويبدو ان هذه الخطة قد بدأت فعلا، فالكنيسة الشرقية القديمة مفتوحة على مصراعيها للاسقف باوي ، وهناك خبر مفاده انه يريد ان يلتحق بهذه الكنيسة على شرط ان يكون بدرجة (مطرافوليط)، وهذه الكنية تعتبر الثانية بعد البطريرك في التسلسل الهرمي للكنيسة الشرقية، وتعتبر درجة البطريرك بالنسبة للكنيسة الكلدانية. واذا ما تم هذا، ستكون الخطوة اللاحقة جر الكنيسة القديمة الى الوحدة مع الكنيسة الكلدانية تحت سلطة الفاتيكان.

التأكيد على الفصل القومي (الكلداني والاشوري) في تسمية الكنيسة الكلدانية "الكلدان والاشوريون الكاثوليك" ياتي لأسباب منها:

1- الاحتراس من اي مشكلة قادمة، فيما اذا ما انتفض الذين يؤمنون بآشوريتهم في الكنيسة الكلدانية في المستقبل على تغيير تسمية الكنيسة الكلدانية او محاولة الفصل عنها. 19 اسقفا للكنيسة الكلدانية يعتبرون انفسهم كلدان قوميا، وليس هناك اسقفا آشوريا واحدا. فكيف يمكن ان تكون كنيسة (كلدان وآشوريون)؟

2- اعطاء الكنيسة الكلدانية صفة قومية مزدوجة يستفاد منها مستقبلا في المطالبة (بالحقوق القومية). فالكلدانية من الممكن ان تأخذ صفة قومية لدى الكثير من المغرر بهم من اخوتنا في الكنيسة الكلدانية، ولكن المطالبة بالحقوق القومية لا يمكن ان تأتي الا من قبل الاشوريون.

3- الأهم من كل كل ما سبق، فانه صراع على السلطتين الدينية والزمنية، وليس شئ آخر. والفاتيكان تترقب بعيون مفتوحة.

 

تغيير: 07.19.2021

 جميع المواضيع تعبر عن آراء كتابها وليست بالضرورة رأي الموسوعة