قرى آشورية مشاريع حكم ذاتي مواقع الكترونية رياضة كتب فنون الأعلام الاشوريون فولكلور آشوري التاريخ الاشوري مقابلات وثائق مقالات الصفحة الرئيسية

 

حكاية.. وحدث


يوسف شيخالي
أيلول 05 ، 2016

الحكاية: صيادي القرود

صيادي القرود في أفريقيا، لهم خدعة ذكية لإصطياد القرود، فانهم يحفرون ثقوب في الأشجار ويضعون طعام فيها، فيأتي القرد ويمد كف يده مبسوطة في الثقب ويمسك الطعام فتكبر قبضته ولا يستطيع اخراجها. والغريب أنه لا يفكر برمي الطعام لإخراج يده، بل أنه يشد قبضته أكثر وأكثر، إلى حين أن يأتي الصياد ويسوقه إلى حتفه.

الحدث: فخ التسميات القومية

لقد وضع الغريب ثقوباً في الحركة القومية الآشورية، ليصبح كل ثقب فخاً وكميناً ينال من أمتنا الأشورية ويجعلنا عرضة للمزيد من الانشقاقات والخلافات.

في مدينة شيكاغو الأمريكية أسس أبناء شعبنا جمعية قومية في سنة 1917، وسميت «الجمعية القومية الآشورية». وكان أكثرية مؤسسي هذه الجمعية من مختلف أبناء ومؤمني كنائسنا المشرقية، بالإضافة إلى أتباع الكنائس الأخرى.

سميت الجمعية بـ «الآشورية» باتفاق الجميع لأنهم كانوا يؤمنون بأننا أمة آشورية واحدة. وكان السُريان الأورثوذكس رواد هذا الإجماع على المفهوم القومي. وحتى أن بعض الكنائس السُريانية كانت تحت الاسم الآشوري. وبذلك كانت كلمة «Assyrian آشوريين» التسمية القومية الرسمية في إحصاءات النفوس الأمريكية.  

مع نهاية الألفية الثانية بدأت أصوات نشاز تلمح وتدعو على فصل التسميات المذهبية كتسميات قومية، وحتماً كان الغريب وراء ذلك.

في سنة 1996 المطران الآثوري سرهد جمو وفي محاضرة ألقاها في النادي الكلداني العائلي، قال: «أن كل من يقول أنه كلداني فهو بهللي. أي أبْلَهْ. وان أجدادنا كانوا يعرفون أنهم أثوريون.»

وفي سنة 1998 في مناسبة أخرى في ديترويت سنة 1998 قال: «كل الكلدان هُمْ آشوريين، وكل الآشوريين هُمْ كلدان»

وفي سنة 2000 انقلب المطران سرهد جمو على الأثورية والأثوريين، ودعى إلى (النهضة الكلدنية)، وأقيمت دعوى في دائرة الإحصاء العام الأمريكي من أجل فصل التسمية الكلدانية عن التسمية الأشورية.

وبعد الإطاحة بصدام قدم جميع مطارنة الكنيسة الكلدانية برئاسة المرحوم الكاردينال دلي طلباً إلى الحكومة العراقية بإدراج الكلدان كقومية في الدستور المؤقت العراقي. وكان لهم ذلك.  

أما في الجانب السُرياني فقد ظهرت أصوات في أمريكا تطالب بتغيير أسماء بعض الكنائس السُريانية التي تحمل الأسم الأشوري. وأصبحت كنائسهم فيما بعد تحمل إما تسمية «سيرياك Syriac» وهي التسمية العلمية الحديثة المتداولة للغة الأشورية، وليست تسمية قومية بأي حال، أو أصبحت تحمل تسمية «سيريَنْ Syrian »، وهذه التسمية تعني «سوري».

أما المرحوم البطريرك زكا عيواص فكان سابقاً قد أعلن أن السُريان عرب.

وأخيراً قدم قداسة البطريرك أفرام الثاني طلباً إلى الحكومة العراقية من أجل إدراج التسمية السُريانية في الدستور المؤقت العراقي.

المؤلم أننا جميعاً أصبحنا كالقرود، نقدم على قرارات مصيرية ولا نعِ تبعاتها.

 

تغيير: 07.19.2021

 جميع المواضيع تعبر عن آراء كتابها وليست بالضرورة رأي الموسوعة