يوسف شيخالي
08 تموز 2209
رؤوساء الكنيسة الكلدانية
خربوا الملعب، ولا زالوا يصرون على اللعب، كما يقول المثل العراقي
«ألعَبْ.. لو أخرب المَلْعَبْ».
منذ تأسيس الكنيسة الكلدانية
سنة 1830 وتعيين يوحنا هرمز بطريركاً عليها من قبل الفاتيكان كانت
سياستها موالات وإطاعة تامة للدولة العثمانية وبعد ذلك جميع الحكومات
المتعاقبة بعد تأسيس الدولة العراقية، بدون اكتراث عن ما كان يحدث
للاخرين. المهم مصالحها ومكاسبها.
ولكن ما حدث منذ سنة 2000 لهو
أخطر مما كان يحدث في السابق. فالكنيسة الكلدانية بدأت تتدخل في
السياسة التقسيمية لشعبنا، وهدفها كان النيل من الحركة القومية
الاشورية وكنيسة المشرق الاشورية. ولا أريد ان أدخل في تفاصيل ذلك،
لانني هنا أريد الرد على سيادة المطران لويس ساكو في مقالته
«التسميات». انظر الرابط
وأبدأ القول يا سيادة المطران،
ليس المهم ما يقول الناس، المهم هو قول الحقيقة. والأهم ليس الاقوال
وإنما الافعال «من أعمالهم تعرفونهم».
قبل كل شئ فأنني أشكر المطران
ساكو على الوقوف ضد قرارات السنودس وتصريحات الكاردينال دلي وطرح
إقتراحات تبدو وحدوية، ولكن نقرأ بين السطور بعض المغالطات التاريخية
والسياسية. ولكي تتصف يا سيادة المطران بالموضوعية والدقة العلمية
كما تفضلت، ينبغي الاعتراف بأنه ليس هناك أية صلة بالمدعين بالكلدانية
اليوم و(الكلدان) القدامى.
في مقالتك، قد حددت المذاهب
المسيحية بـ « الكاثوليك والارثوذكس والبروتستانت » ولم تذكر كنيسة
المشرق الاشورية، التي يختلف تفسير الايمان فيها عن الكنائس التي
ذكرتها. وجميع المشاكل والاضطهادات التي حلت بالشعوب المسيحية كان
سببها الخلافات المقيتة لتفسير الايمان المسيحي.
وتقول «التسميات
التاريخية الموثقة هي: كنيسة المشرق
ـ
ܥܕܬܐ
ܕܡܕܢܚܐ
The Church of the East
من دون اضافة الاشورية او الكلدانية..»
ولكن هذا ليس صحيحا، ومحاولة
لتشويه التاريخَ. فقد تلاشت التسمية الكلدانية بعد سقوط الدولة
البابلية، كتسمية دينية أو مهنية أو كشعب. وعلى العكس من ذلك فان
التسمية الاشورية بقيت متداولة على الأفراد وعلى المناطق الجغرافية
وكذلك تسمية الكنيسة.
فعلى الافراد فهناك على سبيل
المثال من تلقب بالاشوري، مثل برديصان وططيانوس، ونقرأ أيضاً في
الكتاب المقدس عن نعمان الاشوري. ولا أضنك يا اسقفنا المحترم لا تعرف
عن قصة بهنام واخته سارة ابني سنحاريب ملك آثور، الذين تنصرى
على يد متّي الشيخ الناسك، فضرب عنقيهما والدهما الملك سنحاريب،
ونالا اكليل الشهادة سنة (352م). وعاقب الله الملك على فعلته بمرض
عضال حتى آمن على يد مار متّي الذي شفاه من مرضه. فعاد الملك الاشوري
سنحاريب وبنى دير مار بهنام في نينوى.
ولا أضنك يا سيادة المطران لا
تعرف، عن مار ميخا الذي كان من نوهدرا، وبإلهام
إلهي قَدِم الى
القوش وطن ناحوم النبي الواقعة في آثــــــــور وبنى ديره
فيها. (ذخيرة الاذهان ص67)
ولا أضنك يا سيادة المطران لا
تعرف ان بابل كانت تسمى «اشورستان» ابان حكم الدولة الساسانية.
ولا أضنك يا سيادة المطران لا
تعرف، ان احدى ابرشيات كنيسة المشرق كانت تسمى ابرشية
آثــــــــور، وقد انحسرت وضعفت كنيسة المشرق بسبب الاضطهادات
وتلاشت ابرشياتها، الا ان بقائها في نينوى كان بسبب قومي في ابرشية
آثور.
ولا أضنك يا سيادة المطران لا
تعرف ان سولاقا ارتد عن كنيسة المشرق وقدّم صورة ايمانه البابوي
لينال التأييد ولكي يعين بطريركا. وان خط سولاقا دام 22 سنة فقط مع
فراغ 12 سنة ثم انتهى بموت ايثالاها سنة (1575). وانك حتما تعرف
يقينا بان كنيسة المشرق الاشورية ليست امتداداً لخط سولاقا. فلماذا
نقرأ في مقالتك هذا التشويه للتاريخ، في حين ان الأهم في مقالتك هو
طرحك لموضوع وحدة شعبنا؟
ان اعتزازك بالتسمية الكلدانية
التي تقول عنها «وسَرَت تسمية [الكنيسة
الكلدانية]
رويدًا رويدًا، وتغلّبت على التسميات الأخرى» لا يعطيك الحق بفرضها
على الناس ولا يعطيك الحق لتشويه الحقائق التاريخية. الفرمان
العثماني كان يمنح للبطريرك الكلداني بمباركة الفاتيكان وممثلي
الحكومة الفرنسية، القائم بالاعمال السياسية للفاتيكان. ولأن الكنيسة
الكلدانية كانت مدعومة ومحمية، وعلى نقيضه الكنيسة الاشورية تحت
القمع والاضطهاد، نرى انحساراً في الكنيسة الاشورية وازدهاراً في
الكنيسة الكلدانية. وهذا ليس معناه ان الاشورييين الذين انقلبوا من
كنيسة المشرق الاشورية أنقلبت هويتهم القومية.
مرة اخرى سيادة الاسقف أؤكد لك
بأن التسمية الاشورية كانت ملازمة للشعب الاشوري، قبل المسيحية
وبعدها. والتسمية الكلدانية جاءت دخيلة من الغرب وليس لها صلة بشعبنا
ولا كنيستنا، فالغرب سيطر على كنائسنا وسرق كتبنا او احرقها، وشوه
تاريخنا.
والاختام التي كانت بحوزة
كنيسة المشرق الاشورية بقيت في كنيسة المشرق لانه بعد كل اخفاق
للانفصاليين كانوا يعودون الى الكنيسة الأم مع جميع ممتلكاتهم.
مطراننا العزيز، نحن نحترم
مرتبتكم الدينية ونقيم شهاداتكم العالية، ولكنني لا افهم ما تقوله!!
فتقول: « لا أود ان اتدخل في السياسة » ولكنكم تكتبون الى الحكومة
العراقية بفصل وتقسيم شعبنا، وتعودون في سنهادوسكم الأخير وتؤكدون
على تقسيم شعبنا واخيرا تكتبون الى رئاسة الاقليم تعتروضون على
المحاولة لتوحيد شعبنا. وتباركون التنظيمات التقسيمية الحديثة
وتساندوها. كل ذلك وحضرتكم لا تودون التدخل في السياسة. فكل المشاكل
التي أحدثتموها منذ سنة 2000 مرورا بتغيير التسمية القومية لشعبنا في
الاحصاء الامريكي حتى الرسالة الاخيرة لغبطة البطريرك مار دلي الى
السيد مسعود البرزاني، ليست تدخل في السياسة، فماذا سيكون حالنا لو
قررتم التدخل في السياسة؟
تختتم مقالتك سيدي المحترم
باقتراح مشروط ان يكون توافقي لخمسة تسميات نختار منها واحدة.
ولكنك حتما ضد التسمية
التوافقية (الكلدان السريان الاشوريون) ولا نعرف ما هي الحجة. وتضع
«اشوريين» ضمن التسميات الخمسة التي تقترحها. ولكني ارى انها مغالطة،
لان ابرشية امريكا لكنيستكم بقيادة مار سرهد جمو، هو الذي بدأ رفض التسمية
الاشورية في الاحصاء المركزي الامريكي بدعم ومساندة كنيستكم وجميع
مطارنتها وسيادتكم أحدهم. التسمية الاشورية كانت معتمدة في الاحصاء
الامريكي لعشرات السنين بموافقة رؤوساء ووجهاء شعبنا في الولايات
المتحدة، من جميع طوائف شعبنا لاسيما اتباع الكنيسة السريانية
والكنيسة البروتستانتية الذين كانوا يشكلون الاغلبية. استبدلت
الاشورية كقومية في الاحصاء الامريكي وحل محلها في احصاء سنة
2000 «كلدان/سريان/اشوريون». وفي سنة 2003 في مؤتمر بغداد وافقتم على
تسمية «كلدآشوريين»، وعاد مطران ديترويت ابراهيم ابراهيم، يريد اضافة
(و) لتتصبح «كلد
و
آشوريين» ومنذ ذلك الحين وشعبنا ابتلى بهذه المشكلة في مرحلة حساسة
ومصيرية. وأثر قرار مجمعكم عملتم المستحيل لاضافة الكلدان كتسمية
قومية في الدستور العراقي، وبعد ذلك اعلن غبطة البطريرك دلي فتوى
يحرم فيها كل كلداني اذا ما اعترف انه اشوري، وعاد بالامس يكتب الى
السيد مسعود البرزاني لدحض قرار البرلمان، وتثبيت الكلدان كتسمية
قومية مميزة.
وسيادتكم تعود اليوم وتقترح
(اشوريين) ضمن التسميات الاخرى. هل تعتقد ان الناس بهذا الغباء؟ وكما
يقول العراقيون ( تريد تشتري بعقلنا حلاوة). كيف يمكننا تصديقكم بيد
انكم تعملون على تقزيم التسمية الاشورية، وتبجيل الكلدانية.
سيدي الفاضل، من كلامك نفهم
بانك لا تتفق مع قرارات المجامع السنهادوسية لكنيستكم وكذلك رأي غبطة
الكاردينال دلي، بان الكلدان قومية مميزة وقائمة بحد ذاتها. فإذا
كانت قرائتنا لآرائك صحيحة، فكان الأجدر بسيادتكم اقناع جميع مطارنة
كنيستكم بمقترحاتكم القيمة في اختيار تسمية قومية توافقية، قبل عرضها
على الملأ.
وختاما، سيادة المطران، اعتقد
ان ما تفعلونه هو امتداد للكراهية والحقد اتجاه كنيسة المشرق
الاشورية، وكذلك الحركة القومية الاشورية التي تولدت استمراراً لنضال
ومعاناة الانسان الاشوري في كنيسة المشرق الاشورية. فالغاية ليست
بالاقوال المعسولة، وانما بالافعال الصالحة.
وبارك الله فيكم.
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,315929.0.html
|