يوسف
شيخالي
آب 2010
قبل عدة
سنوات، كتبت مقالة تحت عنوان «هل سينقلب المعدان الى كلدان.. هذه
المرة؟»1. وقبل نشرها ارتأيت الاخذ برأي بعض الاصدقاء، وجميعهم
لم يحبذوا نشرها. ولكني نشرتها لعدة اسباب ومنها:
- في محاضرة
للدكتور المرحوم هرمز ابونا في شيكاغو قال ان الكلدان القدامى
انصهروا بالكامل في الشعوب التي غزت تباعا المناطق الجنوبية من
العراق الحالي.
- لان كلدان
اليوم جاءت تسميتهم بعد انشقاقهم عن كنيسة المشرق وتبعيتهم الى
الفاتيكان، وسياسة الكنيسة الكاثوليكية لا تهمها انتماءات الشعوب
القومية وانما تبعيتها الى الفاتيكان.
- والسبب
الاخر، مع تعاظم المد الاسلامي وانكماش الفكر القومي العروبي قد
نجد الكثير من الوصوليون والانتهازيون من شيعة العراق سيشاركون
النهضة الكلدانية الحديثة، لاسيما وان صدام كان قد سهل لهم هذه
المهمة حينما أعلن عن عروبة الكلدان.
- والسبب
الأهم، كانت نيتي تحذير الاخوة المنقلبون عن الاشورية من أن النهضة
القومية لا تأتي بجرة قلم او على طبق من ذهب. بل هي نضال مرير
ومعانات وتضحية..
والحاقا
بتلك المقالة كتبت قبل أكثر من سنة «هل هم كلدان.. حقا؟»2
بعد ان قرأت في عدة مصادربان البلوش أيضا يرجعون انتمائهم الى
الكلدان القدامى. وكانت نيتي هذه المرة تنبيه الاخوة اصحاب (النهضة
الكلدانية) من ان خلط الامور وتشويه التاريخ ستكون له عواقب وقد
تكون اكبر من قدراتهم على السيطرة عليها فيما بعد. ويمكن وكما في
المثل العراقي (يضيعون الخيط والعصفور). وتشويه التاريخ اسهل من
كتابة التاريخ او اعادة تصحيح الاخطاء التاريخية المحرفة والغير
دقيقة.
وعجبي ان
ارى اليوم بداية تحقيق حساباتي واعتقاداتي. في الناصرية تشكلت
جمعية اور الكلدانية ولجنة النساء الكلدانيات وفرقة عنكاوة الجنوب.
هذه الجمعيات يترأسها (علي ايليا الكلداني/الشيعي/المسلم).
وعجبي أيضا
ان ارى طبالوا (النهضة الكلدانية) فخورون باخوتهم الجدد في القومية
الكلدانية. فنرى في موقع (كلدايا دوت نت) خبر تحت عنوان «العلم
الكلداني يرتفع فوق رؤوس الطلبة الخريجين من جامعة ذي قار ومن
المعهد
التقني – ناصرية».
وعجبي ان ارى تأييد ودعم الانتماء الكلداني لهذه الجمعيات من قبل
(الاتحاد العالمي للكتاب والادباء الكلدان) و(المجلس القومي
الكلداني). فقد لقي وفد الجمعيات الكلدانية/الناصرية ترحابا كبيرا
من قبل السيد ضياء بطرس رئيس المجلس ومع السيد نوزاد بولص الحكيم
رئيس الاتحاد. وبذلك توسع مفهوم القومية الكلدانية ليشمل العرب
وغير العرب، والاسلام وربما غير الاسلام.
يتطرق الدكتور عبد الله مرقس رابي لموضوع انتماء
الشيعة الى القومية الكلدانية في مقالته «نعم
الكلدان
بحاجة الى التذكير باصولهم وتراثهم» حيث انه يؤيد انتماء شيعة
العراق الى قوميته الكلدانية المعاصرة ويقول
«..وبعضهم لايتكلمون لغتهم القومية
لاسباب متعددة منها التنشئة الاسرية والخوف السياسي والتغيير
الديني فهناك من المسلمين في جنوب العراق مثلا لهم مشاعرهم للانتماء للقومية
الكلدانية بالرغم من
ذلك لايتكلمون الكلدانية المعاصرة».
وهذا
نزار ملاخا الذي اعطى لنفسه كنية (ناشط كلداني) في مقالته «الأمة
الكلدانية والنهضة القومية» ليضع الخطوط العريضة لمفهوم الامة
الكلدانية الحديثة ويقول
«بما
أن تسمية " الأمة الكلدانية " هي تسمية لقبائل ولمجموعة أقوام
تتشكل بموجبها الأمة، كما أنها ليست تسمية مناطقية جغرافية
كالآشورية مثلاً ، لذلك تكون تسميتها بالأمة هي التسمية الواقعية
الصحيحة لها......وما تأسيس الأتحادات النسوية الكلدانية والشبابية
والمعارض الفنية التي يقيمها أهلنا في الناصرية إلا أمتداداً
للتواصل والتكاتف والتآزر بين ابناء الأمة الواحدة وإن أختلفت
أنتماءاتهم الدينية والمذهبية»
ومهما اختلف الناس في انتمائهم القومي، ومهما تفاوت الحس والشعور
القومي، تبقى اسئلة تاريخية توجه دائما، متى،
كيف، ولماذا. ونحن اليوم نوجه هذه
الاسئلة الى سيادة المطران سرهد جمو رائد حركة القومية الكلدانية
عن موقفه ومشاعره اتجاه كلدان الناصرية، ونوجه السؤال ايضا الى
الكنيسة الكلدانية ومطارنتها، والى اعضاء الجمعيات والاحزاب
الكلدانية.
|