يوسف شيخالي
3 ايلول 2010
في بداية الثمانينات من القرن
الماضي، التقيت في شيكاغو بشاب يهودي بولندي وسألته ماذا تعني كلمة
يهودي برأيك فاجاب « اليهودي تعني ثلاث، انا يهودي وهذا ديني، انا
يهودي وهذه قوميتي وانا يهودي ووطني هو اسرائيل». متناسيا انه كان
قد ولد في بولندا ويقيم في امريكا او ربما كان قد تجنس بالجنسية
الامريكية.
ويمكن تعريف القومية
بانه شعور بانتماء الفرد الى جماعة، والارتباط بتراثها وحضارتها
والدين
والارض.
ويتفاوت هذا الاحساس بالانتماء والولاء الى الجماعة بتفاوت ثقافة
الفرد أو المكاسب الفردية أو فقدان واحدة او اكثر من هذه
الارتباطات.
ويتفاوت شعور الجماعة في سعيها
لبلوغ اهداف آنية ومرحلية. وكلما ازدادت الضغوط على الجماعة، كلما
ازداد احساسها ضد الاعداء ويزداد ويتعاظم الشعور القومي لتلك
الجماعة.
وتعتبر الاحزاب والحركات
السياسية الاداة في الحصول على الحقوق القومية والمكاسب والدفاع
عنها.
نحن الاشوريون جمعنا الاحساس
والشعور الجماعي بارض بيت نهرين والدين المسيحي والماجد من تراثنا
وحضارتنا، وازداد وتقوى هذا الاحساس بسبب الاضطهادات والمذابح التي
اقترفت ضد شعبنا. وكلما ازدادت الضغوط على شعبنا الممزق، ازداد
الشعور القومي في البحث عن وطن.
وانا كآشوري بقيت مؤمنا بما
جاء به المعلم الاشوري الكبير د. ديفد برصوم برلي، الذي عرف
القومية الاشورية كما يلي «الكيان الاشوري مبني على تراث، دين،
ثقافة واحساس ووعي قومي يتجاوز كل الاختلافات المذهبية
والديموغرافية. لكي اكون اشوري.. الماضي هو تراثي يجب ان لا انساه،
الحاضر هو مسؤولتي والمستقبل يدعوني للتحدي والنزال».
ولكن المذهبية والديموغرافية
أصبحتا عائقين رئيسيين لبلوغ الاهداف واصبحتا سببا في تمزيق وتقطيع
شعبنا الى اشلاء وكيانات مختلفة ومتخالفة، فضاع الفرد الاشوري بين
الولاء الى القومي او الطائفي او الوطني.
الاشورية حقيقة قائمة وليست هي المعضلة، وانما المعضلة هي ان
البعض من ابناء شعبنا لا يرى الحقيقة، والبعض يخاف الحقيقة، والبعض
الاخر يحرف الحقيقة. لكن، ماذا عن التاريخ المشترك للامة، لغتنا،
ديننا، تراثنا، ارضنا، وشهدائنا؟ من اجل هذا ومن اجل مستقبل شعبنا
ومن اجل المحافظة على هويتنا القومية الاشورية، لتخرس المزايدات والمغالطات
على القومي والطائفي والوطني. |