يوسف
شيخالي - شيكاغو
طروحات كثيرة ظهرت على ساحة السياسة
العراقية، بعضها ينادي بالتقسيم
وبعضها ينادي بالفدرالية بكافة
أشكالها وأنواعها وبعضها ينادي
بالتعددية في ظل حكومة ديمقراطية
يتمتع فيها العراقيين قاطبةً بكافة
الحقوق القومية والوطنية والإنسانية ..
ولكن السؤال المحير يبقى يطرح نفسه،
إذا ما اختار الشعب العراقي الحكم
الديمقراطي التعددي ما بعد صدام، فمن
هو المؤهل الذي سيطبق ذلك المشروع؟
منذ تأسيس الدولة العراقية سنة 1920 لم
يشهد العراق حاكما عادلاً، عدا فترة
قصيرة جدا أيام حكم الزعيم عبد الكريم
قاسم. ومر العراق بأقسى فترات القهر
والطغيان خلال الثلاثة عقود الماضية
على يد صدام حسين التي لم يشهد لها
العراق مثيلاً حتى في أيام الحكم
المغولي.
وإذا ما قدر إقامة نظام مركزي تعددي
يستند على فكرة "عراقية العراق"
او على فكرة الديمقراطية الفدرالية
التي بسبيلها يمكن التغلب على ما تركته
النظريات القومية التسلطية
والاشتراكية والدينية والتي ألحقت
ضررا كبيرا بفكرة العراق كأساس
للتعايش الوطني لكافة الشعوب والأديان
والطوائف العراقية. فانني اقترح أن
يكون د. سركون داديشو رئيسا للعراق
المستقبلي ما بعد صدام لعدة أسباب يمكن
ان ألخصها كما يلي:
الدكتور سركون داديشو هو آشوري وأحد
رموز السياسة الآشورية تمتد عروقه الى
أجداده الآشوريون وارض بلاد الرافدين
مدة اكثر من ثلاثة آلاف سنة، وهو عراقي
من مواليد الحبانية، ويحمل شهادة
الدكتوراه، وهو رئيس المجلس القومي
الآشوري وأحد مؤسسي حزب بيت نهرين
الديمقراطي. منذ اكثر من ثلاثة عقود من
الزمن وهو في المهجر تعلم معنى
الديمقراطية في الولايات المتحدة
ومارسها في حزبه وأيضا في المجلس
القومي الآشوري، في هذه المدة استطاع
هو ورفاقه ان يؤسسوا جمعية أملاكها
تقاس بالملايين من الدولارات، وله
محطة إذاعة ومحطة تلفزيون وأخيرا
فضائية آشورية تصل الى كافة أصقاع
العالم. وانا هنا لست بصدد سرد سيرة
حياته إلا أنني أحاول ان أعطي الأسباب
التي تؤهله لشغل هذا المنصب، والاهم من
كل ما ذكرت فكون السيد داديشو آشوري
ينتمي الى "الحلقة الأصغر" في
معادلة توازن القوى للسياسة العراقية،
فحتما سيجعله في موقع لا يستطيع إلا ان
يعمل ويتعاون ويشارك جميع فئات الشعب
العراقي المجيد من العرب والكرد
والتركمان والفئات الأخرى.
وإذا ما قدر ان لا يكون السيد داديشو
فربما يكون د. عمانوئيل قمبر او السيد
افرام الريس السكرتير السابق للاتحاد
الآشوري العالمي وابن آرادن عروسة
الشمال (كربيا) او لربما يكون السيد
يوناذم كنا سكرتير الحركة الديمقراطية
الآشورية او الرفيق روميو حكياري
سكرتير حزب بيت نهرين الديمقراطي..
والقائمة طويلة.
وبما ان الآشوريين هم الحلقة الأصغر
واكثر القوميات العراقية قهرا
واضطهادا وتشردا وبالأخص في تاريخ
العراق الحديث، فحتما سيكون للشعب
الآشوري مكاسب ومنفعة اكثر بالحفاظ
على وحدة العراق ضمن التعدد. والسياسة
الآشورية بصورة عامة التي تتمثل
بالتنظيمات الآشورية في الوطن والمهجر
تقع ضمن هذا الإطار.
انني متأكد من أن هذا الطرح "الخيالي"
سينال رضى البعض من الذين حقا يريدون
أن يكون العراق وطن الجميع ووطن
العدالة والمساواة، ومهما كنت خياليا
او مثالياً فاننا بحاجة الى تصور فكرة
العراق كأساس للوطن والوطنية، فكرة
تحافظ على الوحدة الوطنية ضمن التعدد،
فكرة تتجاوز الممارسات القومية
المتسلطة أو الاشتراكية او الدينية.
|