قرى آشورية مشاريع حكم ذاتي مواقع الكترونية رياضة كتب فنون الأعلام الاشوريون فولكلور آشوري التاريخ الاشوري مقابلات وثائق مقالات الصفحة الرئيسية
 

نطالب زوعا
 بتوحيد القيادة والخطاب السياسي الاشوري

 

يوسف شيخالي
14 آب، 2009

حصلت الحركة الديمقراطية الاشورية «زوعا» على تأييد الشارع الآشوري بعد تحرير الكويت بتحالفها مع الاحزاب الكردية، وحصولها على مكتسبات كبيرة بدخولها الجبهة الكردستانية الذي سهل لها  توسعها الافقي والعمودي. و لكنها وقعت في أخطاء داخلية على المستوى القومي الاشوري والعراقي.

 فعلى النطاق القومي وقعت الحركة في خطأين أساسيين:

 الخطأ الاول هو دخولها في معمعة الخلافات الكنسية وانحيازها الى جانب الكنيسة الكلدانية، واضعة في حساباتها انها، اي الكنيسة الكلدانية ذات نفوذ عددي وديموغرافي، وخاصة في مناطق سهل نينوى. وفي الوقت نفسه فان سياسة الكنيسة الكلدانية تتطابق مع توجهاتها، من حيث ان كلتاهما ترفضان الحكم الذاتي للاشوريين، وانهما كانتا على علاقة مصالح مع البعث أو نظام صدام البائد. وعلى الطرف الاخر فالحركة أرادت تفتيت كنيسة المشرق الاشورية واضعة في حساباتها بان كنيسة المشرق الاشورية هي الوحيدة التي ستنافسها  على زعامة الامة الاشورية، وكلما ضعفت الكنيسة كلما قويت مكانتها. ولكن في الحالتين كانت الحركة مخطئة. فالكنيسة الكلدانية ومناصريها من المنظمات الاجتماعية والاحزاب الكلدانية الحديثة التأسيس أوقعت الحركة في فخ التسمية، وأخذت تعاديها، وتنافسها من غير اعلان على السلطة الزمنية. واما كنيسة المشرق الاشورية فقد رفضت الحركة ان لم تكن تعاديها اليوم في حقيقة الامر بسبب الدسائس والمؤامرات التي خططتها الحركة ونفذتها ضد كنيسة المشرق الاشورية.

 والخطأ الثاني الذي اخذت تظهر نتائجه اليوم والذي كان سببه اعتماد الحركة الديمقراطية الاشورية نظرية الحزب الواحد او الحزب القائد للانفراد بالقيادة. ومن اجل ذلك جندت كل طاقاتها من اجل التشكيك بجميع المنظمات السياسية الاشورية بدون استثناء، الا المنظمات التي ايدتها وسارت في مسلكها. واعتمدت الحركة الديمقراطية الاشورية سياسة التشهير برموز السياسة الاشورية والتشكيك بوطنيتهم. وبذلك اصبحت الحركة في خندق والمنظمات الاشورية الاخرى في خنادق مختلفة ولكنها جميعها تعادي الحركة.  

وأما على نطاق السياسة العراقية فيتضح من التواصل السياسي والستراتيجي لتحالف الحركة مع البعث قد خلق جوا من عدم الثقة لتخسر حليفها السابق الاكراد. وفي نفس الوقت اصبحت الحركة أسيرة التعامل مع البعث والسنة من اجل ارضاءهم، ودخلت معهم في خطة من اجل توازن ديموغرافي في مناطق سهل نينوى، لكي لا يتمكن الاكراد من ضم سهل نينوى الى الاقليم الكردي في حالة قيام استفتاء شعبي.

 اختار الاكراد بديلا سياسيا ليملئ الفراغ الذي نتج عن ترك الحركة مواقعها في الاقليم الكردي واستبدالها بمواقع جديدة في المركز بعد الاطاحة بصدام. فتأسس الحزب الكلداني رغبة لبعض القيادات الكردية. وتأسس المجلس الشعبي تحت التسمية القومية المركبة للمطالبة بالحكم الذاتي. واستبدل السيد يوناذم كنا بالسيد سركيس آغاجان. وشاركت معظم الاحزاب التي كانت تتواجد في الاقليم في المجلس، أو اصبحت تناصره على اقل تقدير.

فانشطرت الحركة القومية الاشورية الى خندقين رئيسيين في العراق، خندق الحركة وخندق المجلس. وكل خندق يعادي الخندق الاخر. واصبح الحكم الذاتي الذي يطالب به المجلس، المحور الاكثر اهمية للخلافات، لاسيما ان السياسيين الاشوريين ابتلوا بذلك المرض العضال المبتلي به الشرق باجمعه « يتخالفون حتى اذا كانوا متفقون».

ولكن، بالرغم من كل الأخطاء والمواقف الخاطئة التي تبنتها الحركة، فانها بقيت على مبادئها القومية والوطنية الراسخة كحركة قومية جامعة للأمة الاشورية الخالدة بكل طوائفها.

اليوم وبعد الفوز بمقاعد الكوتا في انتخابات الاقليم، فالحركة الديمقراطية الاشورية « زوعا» مطالبة ان تتخلى عن الممارسات السياسية التكتيكية العقيمة. وتدخل في مباحثات جدية مع «المجلس القومي الكلداني السرياني الاشوري» والمنظمات الاخرى من اجل خلق قيادة أشورية موحدة، وتوحيد الخطاب القومي والسياسي.

 

تغيير: 07.19.2021

 جميع المواضيع تعبر عن آراء كتابها وليست بالضرورة رأي الموسوعة