قرى آشورية مشاريع حكم ذاتي مواقع الكترونية رياضة كتب فنون الأعلام الاشوريون فولكلور آشوري التاريخ الاشوري مقابلات وثائق مقالات الصفحة الرئيسية
الوسطية مفتاح للصعاب 4

 

بقلم عوديشو ملكو آشيثا
آذار 2007


انعقد مؤتمر المكونات الاشورية الشعبي في اربيل بين (12ـ13) اذار 2007. ونجح المؤتمر لانه انعقد ولمّ أكثر من الف وستمائة شخصية من الداخل والخارج. ونجح المؤتمر لانه قبِلَ وبصدر رحب وآذان صاغية ان يسمع كل المقترحات ومختلف الاراء مهما كانت توجهاتها! وبنفس القدر سمع المؤتمرون كل الانتقادات بنفس طيّبة وروح صبورة وتعامل مع الحالة برمتها برؤية وسطية بنّاءة ومرونة فائقة قائمة على الشعور المتبادل والمشترك بين كل الحاضرين. وبايمان مقرون بالاصرار على ضرورة القبول بالآخر وتأجيل الخلافات الداخلية.
فالاشوري حاور أهل المذاهب المشرقية والرومانية والارثودوكسية، قناعة منه بأن الحالة الاشورية هي من المسّلمات وليس من الضروري مناقشتها في هذه المرحلة: ـ جعل الاشوري آشوريا، وادرك السرياني والكلداني والمشرقي النسطوري بأن لا قائمة له ولهم جميعاً دون الحقيقة العلمية والاكاديمية الاشورية والاقرار بالمسّلمات والحقائق التاريخية. وبدون صفات وخصوصيات حضارية وثقافية ومستمسكات وسندات وطنية، فالارض آشورية والحضارة آشورية مسيحية ذات خصوصية رافيدانية. أما اللغة: فهي لغتين سريانية طقسية وآشورية رابعة معاصرة وهي اللغة الادبيةً المحكية المعاصرة ـ .
وجاء التوجه العام في هذا المؤتمر المبارك مرّكزاً على ثلاثية مشتركة بين ثلاث. أما الثلاثة فهم الكلدان والسريان والمشرقيون الاشوريون. لاحظ ايها القاريء الكريم انها عناوين الكنائس الرئيسية التي تظم معظم الشعب الاشوري في الداخل والشتات اليوم. واما الثلاثية المشتركة فهي اقرار الجميع بوحدانية الاصل واللغة والثقافة، ووحدانية المعاناة في الماضي والحاضر، واخيراً وحدانية المصير (المصير المشترك) في الحاضر والمستقبل ايضاً.
ولما كان عماد هذا التجمع شعبياً ومبنياً اساساً على الحضور والمشاركة الفعالة للثلاثة المذكورين مع عدم اهمال الحضور الكريم من خارج الثلاثة. من هنا جاء اسم المؤتمر (المؤتمر الشعبي الكلداني السرياني الاشوري) دلالة على المشاركة والقبول بالآخر، وانطلاقاً من حالة عدم توفر الحقيقة الفنية والجمالية لهذه التسمية، اقترح البعض استعمال كلمة (سورايا) لجمع الثلاث في واحد، لانهم كانوا ومازالوا وسيبقون واحداً رغم الصعاب. وعلى الرغم من عدم امكانية قولبة هذه اللفظة حسب القواعد العربية والانكليزية معاً، وربما في لغات اخرى، الا ان سورايا في الاشورية تعني (أسورايا... اتورايا... اشورايا) وفي اللغات الغربية
Assyrian وهي والحالة هذه عين التسمية الاشورية القومية الاصلية أي "الاشوري".
ولابد من الوقوف عند هذه النقطة لاقول: انني هنا لا ادافع عن هذه اللفظة (سورايا) ولا أقرّها كأسماً شرعياً وصحيحاً للامة. فمثلما لم يكن لدى الرب المسيح بديلاً عن رجال من نينوى في يوم الدين والحياة الاخرة، هكذا ايها الاخوة ليس عن الاشورية بديلاً على الارض وفي هذه الحياة، طالما تكون الارض موجودة والحياة مستمرة عليها. الا ان العملية برمتها هي تحقيق الوسطية (المشاركة) من اجل نيل الحقوق على الارض القومية وليس في التصورات والخيالات وفي بواطن الكتب وصفحات الوثائق والتي نالت منا جميعاً الكثير من الوقت والمال وجلبت الينا الكثير من التشتت وسوء الاحوال.
ومن هنا يمكن القول بأن الانجاز الاعظم لهذا المؤتمر هو هذا الاحساس او الشعور الذي تولّد لدى المشاركين بأن الكل هو واحد وان الامة يمكن وصفها بـ (المُجَزأ الواحد) لاننا مُجَزأون في كنائس ومذاهب وطوائف شتى، وواحد في الاصل ومقومات الوجود كافة تقريباً.
ايها الاخوة بما ان الحال هو هكذا فلا مشكل في التسمية وكيفية كتابتها في الدساتير العراقية الحالية والمستقبلية، لان ارادة الشعب وشعوره واصراره على نيل حقوقه كاملة والمحافظة على خصوصياته لآقوى من جميع القوانين والتشريعات. كما ان التسميات المذهبية والطائفية والمحلية والفئوية هي الاخرى لم ولن تستطيع ان تكون بديلاً عن الاسم والعنوان الحقيقيين لامتكم ووطنكم، والتاريخ خير شاهد على ذلك فقد سُميتم: آراميون وسريانا وكلدانا وفلاح وفلاه ومسيحي وكرستياني ونساطرة وارثودوكسيون ونصارى وأهل الذمة واهل الكتاب و... و.... و.... ولكن الحقيقة ظلت واحدة. وانتم بجلدكم وصبركم المعهود يا ابناء الرافدين في العراق الحالي وخارجه علمّتم الاعداء قبل الاصدقاء بأنكم أهل البلاد الاصليين وان لكم الحق الاكبر في هذه الارض، ارض الاجداد وبناة الحضارة ومصدّريها للعالم اجمع وباتجاهاته الاربع، وكم من الملوك اجدادكم في أكد وآشور وبابل لقّب نفسه بملك الجهات الاربع، وكيل الله على الارض وانه باسط العدل والعلم والسلطان في الجهات الاربع. بل ان المشكلة تكمن الان في مدى استعداد الجميع للتفاعل مع هذه الحقائق وهذا الواقع الذي لابد منه (المفروض الى الحين) وأعني بالجميع هنا، احزاب الامة ومنظماتها ومذاهبها...الخ، فالاهم الان وكما قلنا في الحلقات الثلاث السابقة: هو القبول بالآخر وتأجيل الخلافات في هذه المرحلة والسعي الى بلورة الرأي وتوحيد الخطاب حول ماهية الحقوق الشرعية للامة والتي يمكن تحقيقها في هذه المرحلة، وجعل المؤتمر الشعبي في اربيل ومن خلال مجلسه الشعبي المنتخب، والمؤتمر القومي الاشوري المرتقب انعقاده في امريكا (موديستو) ومن خلال جميع المؤتمرات والاجتماعات والحلقات التي ستعقد في القادم من الايام، جعلها تصب في نهر الامة المقدس، والصيرورة الى نوع من التفاهم والنقاش المثمر بين جميع الاطراف للوصول الى عقد اجتماعي شامل بين المكونات، يسعى جاهداً لتحقيق الهدف المنتظر، الا وهو ارواء النفوس بالهدوء وطمأنة القلوب بالثقة، وملىء العقول بالامل بأن فجر الامة الساطع لقريب! بجهود الجميع وصبر الجميع وغضّ الطرف عن صغائر الامور من لدن الجميع والله الموفق.

 

 

تغيير: 07.19.2021

 جميع المواضيع تعبر عن آراء كتابها وليست بالضرورة رأي الموسوعة