كما قلنا في معظم الاعداد السابقة من الوسطية
بان عدم الخوض في تفاصيل التسميات المذهبية والمناطقية
وحتى التاريخية احياناً. بات احد أهم الأسباب الكفيلة، بل السبب
الوحيد لانجاح مشروع الحكم الذاتي للآشوريين، وعلى كافة اراضيهم
الاصلية والقومية. ذلك المشروع القومي الكبير الذي طرحه الأستاذ سركيس
أغاجان في اواخر العام الماضي 2006.
ان التجاوز على المختلف عليه، من اجل امكانية العمل معا لتطوير
المتفق عليه في هذه المرحلة. إنما هي ظاهرة حضارية عالية، يترتب القبول
بها، والعمل الحثيث للوصول اليها من قبل كل من يؤمن بحق هذه الامة في
الوجود. لاننا الان في او قرب نقطة الشروع للسير الثابت على طريق
تحقيق بعض الحقوق والمكاسب. ومادام الأمر كذلك فلابدّ من مناقشة موضوع
( صيرورة الهوية ): لكي لا تؤخذ على حين غرّة من متربّص بالامة أو طامع
بحقوقها.
الهوية قومية كانت أو حضارية،
هي ما تعّرف به ومن خلاله مجموعة معينة من الناس، من دون المجاميع
الاخرى القريبة منها او البعيدة عنها. ومن اجل الحصول واقتناء هذه
الهوية لابدّ من وجود عناصر و مقومات حقيقية ومنطقية لصيرورتها قبل
اقتنائها، مثل:
1- الأرض الصالحة للعيش البشري ولفترة غير قليلة.
2- مجموعة سكانية أو بشرية نشطة وذات قدرة تفاعلية داخلية متميزة،
بالاضافة الى قدرتها للتفاعل مع محيطها الحيوي والجامد في آن واحد.
تسكن تلك الارض وتعمل على اخضاعها حضارياً.
3 – عند توفر (1، 2) فإن ما تبتكره هذه المجموعة او ما تقتبسه عن
المجموعات المحيطة وتهضمه في ضميرها الخاص ـ ضمير المجموعة ـ ومن ثمّ
ترضعه لأبنائها، مضيفة عليه عصارة ذهنيتها الخاصة. عند ذلك فقط يمكن ان
نطلق على كل ذلك تسمية ( الهوية ) وان ننسبها الى هذه المجموعة دون
غيرها.
في خضّم الأحداث السريعة والمستجدات الأسرع على الساحة العراقية عموما
والآشورية خصوصاً، وعلى هامش تشكيل المجلس الشعبي (الكلداني السرياني
الآشوري) ـ البرلمان المنتخب ـ يستطيع المتتبع ان يفرز بعض الممارسات
الإيجابية والسلبية في مسيرة الامة في آن معا.
اما في الجانب الإيجابي فهنالك شعور عام وواضح، باننا جميعا
كنّا وما زلنا شعب واحد، وصاحب هوية واحدة. رغم تعدد المذاهب والكنائس
ورئاساتها، والولاءات العشائرية والإقليمية. وبأننا لابد وان نعمل
بجدية وإخلاص من اجل التمتع بنوع من الإدارة الذاتية، إسوّة بالآخرين
في بيتنا الأصيل والأول العراق.
واما في الجانب السلبي من المسألة وهو ما نريد تسليط الضوء
عليه تحديداً في هذا المقال:
فلقد برز ومع الأسف، ما هو من الخطورة بمكان! خصوصا وانه بات يمس
الهوية القومية للآشوريين بجميع مذاهبهم ومللهم دون علم او دراية
بالنسبة للعامة ـ ولكن لا نستطيع القول دون قصد أو غاية بالنسبة للخاصة
المختصة ـ.
إذ لم يقتصر الأمر على محاولة تكريس اللفظة السريانية
واستعملها الشمولي وفي غير محلها كما كان الحال ايام الإضطهاد العنصري
والقومي والفكري للاشوريين، وعلى مختلف مذاهبهم ومكوناتهم في الوطن. بل
صار المرء يسمع ويقرأ في الوسائل الإعلامية، تسميات والفاظ غريبة،
يستهجنها المنطق وتعوزها العلمية في التنسيب، مثل:
"الأغنية والمغنية السريانية، المطرب السرياني، البلد والوطن والفن
والمسرح السرياني...الخ". من الكلام غير الدقيق، من النواحي التاريخية
والأكاديمية المعاصرة.
لكن الأهم من هذا وذاك ما صار يطرح هذه الأيام وعلى مستوى البحوث
والندوات وحتى بعض المؤتمرات غير المسؤولة بحثياً وأكاديمياً، كأن يقال
(الهوية والحضارة السريانية) وهم يقصدون بها "هوية وحضارة قومية".
عن أية هوية وعن أية حضارة يتحدث هؤلاء القوم! متى كانت لغة ما أو
كنسية ما في هذا العالم؟ ومنذ عشرين قرن مضت، قد أصبحت هي الهوية
والحضارة لشعب يتكلم، وبعبارة أدق يصلي إلى الخالق بتلك اللغة. مثلما
يراد فبركة الحال الان مع اللغة السريانية والكنيسة المشرقية ـ كنيسة
الأشوريين في العراق ـ أو مع شعوب تنتمي إلى هذه الكنيسة أو تلك!
فاللغة، مهما كانت وأي كان شأنها لابد وان تكون لغة شعب محدد
يعيش في مكان محدد ـ بمعنى أخر، الشعب قبل اللغة ـ اللغة والحالة هذه
لم ولن تكون بديلاً قومياً للشعب، بل الشعب ـ القومية أو الأمة ـ يمتلك
من بين ما يمتلك من مقومات صيرورة الهوية، تلك اللغة والعكس ليس صحيحاً
مطلقاً.
أما الكنيسة، فهي: إما أن تكون كنيسة أممية ـ بمعنى كنيسة
ينشها شعب ذا حضارة قومية معروفة، ومن ثم تضم تحت لوائها شعوباً
وأقواماً عدّة ـ كما كان الحال في السابق والحاضر مع الكنائس
الكاثوليكية. كالكنيسة المشرقية الأشورية إلى أوائل القرن الرابع عشر
للميلاد، والكنيسة الرومانية في الماضي والى عصرنا الحاضر.
وإما أن تكون كنيسة قومية ـ بمعنى تتكون في معظمها من شعب واحد
ذي قومية وحضارة واحدة ـ كالكنائس الروسية واليونانية والأشورية
حالياً..الخ.
انطلاقاً من هذه البديهية البسيطة والحقيقة المطلقة معاً، لا
يجوز إطلاق مصطلح "الهوية السريانية"، بحجة أن السريانية هي لغة
الكنيسة ـ السريانية بمعنى أدق كانت إحدى لغات كنيسة معينة في زمان
ومكان معينين ـ علماً أن تلك الكنيسة ـ أي الكنيسة السريانية الانطاكية
كانت ومازالت تضم مؤمنين من عروق وأجناس ولغات وثقافات متعددة.
فلا ادري كيف أجاز أهل هذا الرأي لأنفسهم أن يجعلوا من لغة
واحدة هوية وحضارة لجمع من اللغات والثقافات والحضارات والأجناس
والأقوام التي كانت ومازالت تتمذهب بمذهب الكنيسة السريانية اليعقوبية
والسريانية الكاثوليكية!
وكيف اجازوا لأنفسهم أن يستحوذوا على ما ليس لهم فيه شيء؟
فالعالم كله يعلم أن الكنيسة المشرقية الأشورية لم ولن تكن يوماً
سريانية في هويتها أو وطنها أو حضارتها أو ثقافة شعبها! فكيف صار هؤلاء
المولعون بالاستحواذ يكتبون مثلاً: ( الكنيسة المشرقية السريانية،
سريان المشرق، كنيسة السريان في بلاد الرافدين، المبشرون السريان في
الصين وأقاصي الأرض) وما إلى ذلك من الاجحاف بحق التاريخ والحضارة
الإنسانية!.
لابد من القول بل التأكيد هنا، بأن الاشوريين يؤمنون بالحريات الفردية
والجماعية، وانهم يناضلون من أجل هذه الحريات. من هنا صار من البديهي
عندهم، القبول بالآخر، أي كانت هويته وافكاره ـ شرط أن لا يعادي
الاشورية ـ لان الذي يعادي، يلاقي العداء حتماً، وهذه بديهية ايضاً.
فالاشورية لا مشكلة لها مع دعاة السريانية او الكلدانية...الخ، مع انها
تتمنى عكس ذلك ـ ليس بالقوة والتحريف والغاء الآخر ـ ولكن الاخر الذي
يصف الاشورية بـ "الوثنية " وينعتها بـ "التسمية الاشورية المزيفة"
ومثلها الكثير. كما جاء في مقال (في اسم الامة السريانية ـ 2/1)
. نقول له ولامثاله:
" لماذا تَدَعون هذا الحقد الاسود يغلي في صدوركم الى درجة حتى يقذف
بسمومه العوراء من نصال اقلامكم ايها السادة!
أنتم لستم آشوريين! لا مشكلة للاشوريين والاشورية والوطن والكون وخالقه
في ذلك. ولكن أن تبنوا لكم مجداً على العظام الاشورية (المزيفة)، فهذا
هو الزيف والتزييف والتحريف بعينه ايها السادة.
في العراق عرباً وكرداً وتركماناً وسرياناً وكلداناً....و....و.. فليكن
معهم حفنة من الاشوريين المزيفين والوثنيين ـ حسب قولكم ـ. لماذا كل
ذلك؟!"
الاشوريون، ايها الاخوة يعملون معكم بجدّ وايمان، في المجلس
الشعبي الكلداني السرياني الاشوري. ليس على اساس الاستسلام للحقد
والكراهية ـ انها صفات الافاعي ـ أو الغاء الآخر. بل على أساس المشاركة
والتعاون للصالح العام، ونبذ الخلافات وكبح جماح "الأنا" عدوة الشعوب
والامم.
والاكثر من هذا فأن الاشوريين ـ رجال الدين والسياسة والثقافة
ـ يعترفون علناً ورسمياً بهوية كل من له هوية، ومنذ قيام الدولة
العراقية المعاصرة. ويعتزّون بجهد ومثابرة كل من يحاول نيل حقوقه في
هذا الوطن، ولكن ليس على حساب حقوق الاخر. أي كانت هذه الحقوق، مادية
على الارض أو فكرية أو اجتماعية....الخ.
من هذا المنطلق، فالاشوري لا يغصب أحداً هويته أو استحقاقه أو حريته في
التعبير عن افكاره وفحوى عقيدته السياسية والاجتماعية...الخ. ولا يعارض
احداً، اذا سعى الى صيرورة هويته الخاصة وبالشكل الذي يراه مناسباً
والذي تمكنه منه خلفيته التاريخية. حسب العناصر والمقومات الاساسية
والمنطقية الخاصة بصيرورة الهوية، والواردة في صدر هذا المقال.
فاذا كان لبعض الاخوة في الكنيسة السريانية الانطاكية وبعدها في دير
الزعفران ودمشق...الخ ـ لم يكن لها بيت ذي شأن في العراق قبل العهد
العثماني ـ حظ وافر من تلك المقومات فلينادوا بالهوية والحضارة والوطن
والتراث كيفما شاءوا. أما أن يمارسوا التجاوز على هوية الآخر من بين
المكونات العراقية العريقة والمعروفة مذ كان التاريخ، فهذا جنح واضح!
كما ان عملية اسقاط الحاضر بما فيه على الماضي للاستحواذ عليه، وجعله
قاعدة صلدة لانشاء صرح الافكار عليه وتحقيق الغايات من خلاله. فهذا أمر
مكشوف واسلوب رخيص لا يستطيع صاحبه الترويج له.
كأن يقال: بما ان المسيحية انتشرت في العراق باللهجة السريانية
الرهاوية، وان المسيحيين تسموا سرياناً ـ بمعنى مسيحيين أو سوريين ـ
وان اولئك المسيحيون الاوائل في العراق هم من اصول آشورية ـ بابلية دون
منازع. وان آشور وبابل وأكد وسومر هي حضارتهم وهي وطنهم. اذن يترتب على
ذلك أن تسمي اللغة والحضارة الاشورية للمسيحيين الاوائل ولاجدادهم
القبمسيحيين بالسريانية، وان توسم وطنهم الكائن شرق الفرات وعلى طرفي
دجلة بوطن السريان منذ العصور السحيقة ولحد الان!
كما تسمي كنيستهم في اربيل وطيسفون والجزيرة الفراتية العليا، الكنيسة
السريانية ـ دون توخي ادنى درجات العلمية ـ والى غير ذلك من اللغط
والتلاعب بالالفاظ والمفاصل الحساسة لتاريخ المنطقة الذي هو معروف
جيداً مذ كان التاريخ وما قبل التاريخ.
فأن كل ذلك لا يعدو كونه محاولة يائسة للحصول على بعض من المقومات
الاساسية لصيرورة الهوية، ولكن هيهات ان يتحقق ذلك بهذه الصورة المشوشة
والسطو على الميراث الاشوري في عزّ النهار.
هكذا فأن اطلاق المصطلحين الغامضين حتى في الضياغة اللغوية (وطن
السريان وأمة السريان) على بلاد الرافدين وشعوبها، لا يرتقي الى ابسط
المفاهيم العلمية والحضارية والاجتماعية ايضاً.
إذ عندما اطلق العرب على العالم الغربي "بلاد الصليبيين" كانوا موفقين
في ذلك الى حدّ معقول، أن سمة الصليب يشترك فيها معظم شعوب بلدان
اوربا. وعندما أطلق الغرب بدوره على الشرق الاوسط وما حوله، اسم "بلاد
الاسلام" كان موفقاً هو الآخر، لان معظم هذه الديار يسكنها شعوب تدين
بالاسلام.
اولاً وقبل كل شيء: أن تسمية السريان، ليست سمة أو علامة ذات مدلول
ومغزى معروف كالصليب ليتسمى اصحابه (الصليبيين). ولا هي تعني ديانة
محددة أو كنيسة محددة ـ لدى دعاتها على الاقل ـ كما هو الحال مع تسمية
الاسلام بمذاهبه.
من هنا يحق لنا أن نسأل، ماذا تعني لفظة السريان؟ هل تعني المسيحيين؟؟
هل تعني اناس تكلموا أو كتبوا بلغة معينة في فترة ما ـ وان كان الامر
في حقيقته ليس كذلك ايضاً ـ ان دعاة القومية والحضارة والهوية
السريانية لا يقبلون بذلك!
ثانياً: ان مسألة اطلاق مصطلح وطن وأمة السريان، ليست صائبة كلياً، لان
الوطن هو بقعة ارض يسكنها أناس تجمعهم سمات وعلاقات مشتركة ولفترة غير
قليلة، بل يجب ان تكون كافية لكي تتمكن تلك المجموعة البشرية من اخضاع
عناصر وخواص تلك البقعة وختمها بخاتمها الخاص والمتميز، عن سمات وخواص
بقية المجاميع البشرية القريبة والبعيدة منها.
والسؤال هو: متى كانت تسكن مجموعة بشرية سريانية متحدة السمات والخواص
من الساحل الشرقي للمتوسط والى جبال طوروس وزاكروز والخليج العربي، لكي
يحق للباحث أن يسمي هذه الارض الشاسعة، وذات الحضارات والامبراطوريات
والاديان العديدة والمختلفة في كل شيء، بوطن السريان؟
فالوطن هو بيت المجموعة البشرية، وهي تنسب اليه. ففي حالة عدم وجود
مجموعة معينة ذات وجود حقيقي على الارض! كيف ينسب هكذا وطن الى هكذا
مجموعة بشرية في الخيال؟ من هنا يصح القول عن هذه الحالة، أي حالة "
الامة السريانية وبلاد السريان" بأنها محاولة لاثبات وجود شيء، من
خلال شيء لا وجود له.
أن محاولة تحميل اللغة السريانية والادق (اللهجة الرهاوية) ـ لغة
الكنيسة ـ وزر الهوية القومية ومن ثم الحضارة، أمر مناف للمنطق العلمي.
خصوصاً وان اللغة، أية لغة في العالم هي "مظهر من مظاهر السلوك
الانساني"، وربما كادت أن تكون المظاهر جميعاً. لاننا نضطر في معظم
الاحيان الى استعمالها للاتيان بمظاهر السلوك الاخرى، غير اللغوية.
فأين السريانية المثقلة بالافكار الصوفية واللاهوتية المسيحية، وغير
المحكية بين ابناء الشعب ، منذ أن دخلت العراق، من هذا كله؟؟
تعد اللغة وعلى ضوء الدراسات اللغوية المعاصرة، خير وسيلة لشدّ المجتمع
الى بعضه. وأن من أهم وظائف اللغة القومية هي، هذا الشدّ والشعور
بالانتماء الى المجموعة ذاتها التي يتكلم افرادها ذات اللغة. وان قوة
تماسك ذلك المجتمع ـ الامة ـ أو ضعفها، يتوقفان على ذلك الشعور (الرابط
اللغوي).
فكيف لنا أن ندّعي ما لسنا عليه؟ من هم المتكلمون بالسريانية في الحاضر
والماضي، لكي نعتبرهم شعباً أو مجتمعاً قائماً بذاته حضارياً، ولكي
نطلق عليه الامة السريانية! أية امة هذه؟ التي تجهد في
الاستحواذ على تاريخ العراق وشعوبه برمته! ومن جهة أخرى تنكر على تلك
الشعوب تأريخها وحضارتها وحتى وجودها احياناً!!
ان مجمل ما قامت به السريانية وعلى مدى تاريخها الكنسي ـ لا تاريخ لهذه
اللغة خارج الكنيسة ـ لا يعدو كونه وظيفة ربط الشخص بربه أو خلق علاقة
شخصية بين العبد والمعبود، من خلال بعض النصوص المحددة والمقيدة التي
درج الناس على استعمالها لمئات السنين دون تغيير أو تبديل. ذلك بسبب
قلة أهمية المعنى الحرفي لعبارات هذا الاستعمال اللغوي النمطي. اذ وصل
الامر, لدرجة الايمان بعدم جدوى فهم المسألة، بل الاكتفاء بترديد تلك
اللغة والاصوات غير المعروفة. لان الرب المعبود هو يعرفها، وذلك كفيل
بتحقيق مسألة قبول الرضى وتلبية الدعوة.
وأخيراً، ربما يكون من الانسب أن نختتم هذا البحث المقتضب ببديهية
تنصّ "ان الامة التي لم تستعمل الكتابة... تفقد الكثير من تاريخها
وتراثها"
أليس حال الاشوريين عموماً وحال دعاة السريانية خصوصاً، خير مثال لهذه
البديهية. فلقد نبذ هؤلاء القوم لغتهم القومية ولم يكتبوا بها منذ
قرون، وصبّوا جلّ اهتمامهم بالسريانية، وحاظنتها الكنيسة والعقيدة
المسيحية، المحصورة بين جدران الهيكل والدير والمدرسة الملحقة احياناً.
فأن هجر اللغة والتراجع عن الاهتمامات الكبرى! يعني هجر الحضارة
والتاريخ والماضي كله. وان هجر الماضي ونكرانه، يعني تشويش الحاضر
والحكم على المستقبل بالاعدام!
عوديشو ملكو آشيثا
كانون الثاني/ 2007
لاحظ:
www.tebayn.com
موقع الكتروني انشأه داعية السريانية السيد حبيب افرام. مدعياً بأنه لا
ينشر غسيله الداخلي فيه! لاحظ مجلة "الابداع السرياني" العدد الاول
2007. حوار ص: 50.
|