يوسف داود
انعقد في مدينة سيرس/كاليفورنيا المؤتمر القومي الأشوري الثامن للفترة
من 24-25 آذار 2007.
وقد بدأت الاستعدادت والتهيئة لهذا المؤتمر منذ أكثر من عام
وتمّ عقد ندوات ولقاءات، وبعدها عقد مؤتمر استثنائي لحزب بين نهرين
الديمقراطي في 20 آب 2006 في مدينة سيرس، وعقدت اجتماعات أخرى في مدينة
شيكاغو، وفي احدى الندوات ألقى الدكتور سركون داديشو رئيس المؤتمر
القومي الأشوري كلمة حيَا فيها الحضور مجدّداً العهد على المضي قدماً
لنيل الحقوق القومية الآشورية أسوة بالقوميات العربية والكردية
والتركمانية، مؤكّداً على وحدة العراق الوطنية في ظل نظام ديمقراطي
يحترم حقوق الإنسان ويعامل العراقيون سواسية دون تمييز عرقي أو ديني أو
طائفي.
كما عقد السيد يوئيل ناتالي رئيس حزب بيت نهرين الديمقراطي
ندوات في شيكاغو وتورنتو/كندا والتقى بالجالية الأشورية. اما الفضائية
الأشورية فقد حلّت ضيفاً مرحباً به في أنحاء المعمورة وكان صوتها
الهادئ الرصين المعبّر عن طموحات وأهداف شعبنا الأشوري وبكل اللغات
الإنكليزية والعربية والأشورية ذو دور فاعل ومؤثر من خلال البرامج
التثقيفية في تأجيج الروح القومية والحس القومي، كما جاءت الدراسات
والنشريات والأحداث على الساحة العراقية والدولية التي تُـنشر في مجلة
حزب بيت نهرين/ القسم الثقافي مكملة لعمل الفضائية الأشورية مع الأصوات
التي بدأت تعلو وتتكاثر يوماً بعد يوم من أجل الحصول على كامل الحقوق
القومية للآشوريين في أرض الأجداد/العراق، مع الحفاظ على الوحدة
الوطنية العراقية.
بدأت الأوساط الدولية تشعر بمعاناة الشعب الآشوري الذي شرد من
أرض أجداده. وحاولت بعض الجهات بعد اغتصاب وسلب أراضيه وتهجيره، أن
تسلب إرادته الصلبة التي لم ولا ولن ترضخ من اجل الحصول على الحقوق
الإنسانية والقومية للشعب الأشوري الذي عاني الأمرين منذ سقوط
الأمبراطورية الأشورية عام 612 ق.م. على أيدي التتار والمغول والدولة
العثمانية والفارسية والحكومات المتعاقبة على العراق حتى عهد نظام صدام
البائد الذي حاول قلع الجذور الأشورية من تربة العراق الخصبة، تارة
بإصدار قانون الناطقين باللغة السريانية متبعاً السياسة البريطانيا
(فرّق تسد) وتارة أخرى بتسفير الأشوريين المسيحيين بحجة التبعية
الإيرانية من أجل إيقاف النهوض القومي الآشوري، وتنفيذ حملته القمعية
بإلقاء القبض على الشباب والشابات وإعدام المثقفين والجامعيين بحجة
انتمائهم إلى أحزاب مناهضة لحزب البعث والثورة.
كل هذا لم يثْنِ الأشوريين عن عزمهم وكلما زاد التنكيل والزج
في السجون والمعتقلات، ازدادت إرادة الآشوريين قوة وشكيمة، فكانت
المعارضة العراقية عموماً والمعارضة الأشورية خصوصاً مشتتة لا تجمعها
الكلمة. إلى أن جاء مؤتمر المعارضة العراقية في لندن في 14-17 ك1/ 2002
لإسقاط نظام صدام الدكتاتوري.
واتفق المعارضون على أن لا يتفقوا، حيث فقدان الثقة وعدم
الولاء لبعض قيادات الاحزاب الآشورية العاملة في العراق، جعلتهم يضربون
عرض الحائط قرارات كتلة المعارضة الأشورية التي اتفقوا عليها في لندن
وتنكروا لها في بغداد بعد سقوط النظام، وقد أدارت الكتل الكبيرة
الفاعلة في الحكومات العراقية المتتالية في العراق، ظهرها للأشوريين
وحصلت كل القوى على مقاعد برلمانية ووزارية عدا الأشوريين حيث لا
يمثلهم أحد في البرلمان أو الوزارة. نتيجة الإنقسامات وعدم وحدة الكلمة
والصف، والتزوير الحاصل في الإنتخابات البرلمانية في 15 كانون الأول
2005 حيث مُـنع الناخبون من الإدلاء بأصواتهم في سهل نينوى (وهذا مثبت
في تقرير المفوضية العليا للإنتخابات)، أو إجبارهم على التصويت للقائمة
الكردستانية من خلال الترغيب والترهيب... وطبعاً لكل فعل رد فعل، حيث
كان للنشاطات المتزايدة والمكثّفة للخيرين من أبناء الأمة الأشورية
المهجرين والمهاجرين في عموم العالم وأمريكا خاصة، في بناء الجسور مع
الحكومات والشخصيات المؤثرة في البلدان الأوروبية وأمريكا تأثيراُ
كبيراُ في المطالبة بمنح الأشوريين منطقة آمنة في العراق في (الشمال
بين سهل نينوى ونوحدرا "دهوك" حالياً) تطبيقاً لقانون الأقاليم
والمحافظات الذي أقرّه الدستور العراقي الجديد ضمن عراق موحّد
ديمقراطي.
وجاءت ردود فعل بعض القيادات الحزبية للأحزاب التي تشكّلت بعد
سقوط نظام صدام في 9 نيسان 2003 محاولةً تهميش القضية الأشورية بدفع من
حكومة الأكراد في الشمال وتسمية أحزابها بالأحزاب المسيحية الكردية،
بعد منح قياداتها المناصب والإمتيازات والرواتب. اليوم بعض القيادات
تنقصها الجرأة والشجاعة لطرح قضيتها والمطالبة بحقوقها القومية والا
فما هي أهدافها، ولماذا تأسست بعد سقوط نظام صدام؟ وإذا لم تستطع طرح
قضيتها في زمن صدام خوفاً من طغيانه. فلماذا لا يطرحوها اليوم في ارض
الاجداد؟ ان الفرصة التأريخية لم تسنح لشعبنا منذ تأسيس الحكومة
العراقية في 1920. واليوم بعد سقوط نظام صدام وكتابة الدستور العراقي
واقراره، علينا ان نوحد صفوفنا ونلم شملنا للحصول على حقوقنا القومية،
والا فان التأريخ لن يرحم من باع القضية من ذوي النفوس الضعيفة.
إن أرض حكومة كردستان ليست كردية، بينما الأرض التي نطالب
بتأسيس إقليمنا أو محافظتنا عليها هي أرض أشورية، حيث لا زلنا كآشوريين
نحافظ على تاريخنا وحضارتنا ولغتنا، ونستلهم العزم والإصرار لبناء
مستقبل أجيالنا فيها.
ويتشرّف المؤتمر القومي الأشوري الثامن بحضور منظمات وأحزاب
وشخصيات من أكثر من 12 دولة منها (روسيا، استراليا، انكلترا، كندا،
السويد، جورجيا، إيران،سوريا إضافة إلى العراق وأمريكا). وهذا سيعطي
طابعاً دولياً وبعداً سياسياً لتحقيق:
1ـ خلق برلمان أشوري بعضوية 50 عضواً وخلق كنفدرالية اشورية
كذراع تقدمي وحضاري للأمة الأشورية عالمياً. 2ـ عقد ندوات عالمية حول
اللغة والتأريخ والقومية الأشورية. 3ـ عقد اجتماع عام كل سنتين في
بلدان مختلفة. 4ـ كما يتخلّل كل مؤتمر نشاطات وفعاليات ثقافية ورياضية
من أجل لم شمل الشباب والشابات والتعارف فيما بينهم، وسيتخلّل المؤتمر
اختيار ملكة الجمال الآشورية بمشاركة متنافسات من كل العالم.
وكل هذا من أجل نشر الوعي القومي وكسب الدعم الدولي "حكومات
وشعوب" للقضية الأشورية في العالم.
اليوم يمد الآشوريون اياديهم وهي تحمل غصن الزيتون الى كل
احرار العالم وابناء العراق الغيارى لمساعدتهم للعيش في سلام وامان في
اقليم او محافظة آشورية ضمن خيمة العراق الموحد الديمقراطي الحر.
فقد آن الأوان أن ينال الأشوريون حقوقهم كاملة، وما نيل
المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا.
|