القسم الاخير
يوسف داود
قبل أربعة أسابيع كتبنا مقالة بعنوان النفط العراقي هل هو نقمة
على العراقيين أم نعمة؟
واليوم تمّ الاتفاق بين الحكومة العراقية والإدارة
الأمريكية على عودة الحياة لحزب البعث في العراق وإقرار قانون
النفط وهذا يعتبر انتصار استراتيجي بامتياز للسياسة الأمريكية
في العراق منذ سقوط نظام صدام، وقد رضخ حزب الدعوة والمجلس
الأعلى للثورة الإسلامية (الشيعيين) وقبل الأكراد على مضض
وهلهلت جبهة التوافق، وهم يعلنون التوصل إلى قرار وهو القرار
الذي كانت تعتبره واشنطن المعيار الوحيد الذي يدفعها إلى القول
بأن العملية السياسية قد اجتازت مرحلة الاحتقان والخطورة
والحرب الاهلية الطائفية الشيعية السنية وهذا هو التعبير
الحقيقي للمصالحة السياسية. ومع الإنجاز الاستراتيجي لتمرير
قانون النفط تكسب الإدارة الأمريكية المشروعية للمرة الثانية،
ففي الاولى كان قرار الامم المتحدة في اعتبار تحرير العراق
هو(احتلال امريكي للعراق) وهذه المرة الحكومة العراقية تمنح
الحق للشركات النفطية الأمريكية في الحصول على تسهيلات
وامتيازات في إنتاج النفط في العراق ولعدة عقود (أكثر من 30
سنة)، وكأن العراق اصبح سلعة تباع من اجل المنافع الشخصية.
وما الجعجعة الإعلامية في الصحف الأمريكية والقنوات
التلفزيونية إلا دقاً على الطبول وذراً للرماد في العيون. لأن
الأمريكيين لا يهمهم من عملية تحرير العراق(عفوا احتلال
العراق) سوى السيطرة على النفوط العربية (والإيرانية حتى)
لتحقيق السيطرة على الصين وروسيا ودول أوروبا للقرن الواحد
والعشرين. وهذه تسمى الستراتيجية الامريكية المستقبلية البعيدة
المدى.
في الوقت ذاته أصدرت الشرطة الدولية (الإنتربول) أمراً بإلقاء
القبض على (32) من قادة حزب البعث وهم كل من:
1-أحمد محمد يونس الأحمد – 29 سنة 2- محمد يونس الأحمد – 58
سنة 3-أركان الراوي – مواليد 1971 4-عزت إبراهيم خليل الدوري –
65 سنة 5- محمد جواد رومي الدايني – 32 سنة
6- ثامر الدليمي – 35 سنة 7-خلف محمود مخلف الدليمي – 75 سنة
8- طاهر جليل حبوش التكريتي – 57 سنة 9- عصام الهاشمي – مواليد
1960 . 10- عبد الستار الجميلي – مواليد 1950
11- مظهر الخربيط – مواليد 1956 . 12- رغد صدام حسين المجيد –
مواليد 1968 . 13- رائد المشهداني – مواليد 1952 . 14- بشار
سبعاوي إبراهيم الحسن الناصري – مواليد 1972 .15- محمود
الرمضاني – مواليد 1965. 16- أيهم السامراني – مواليد 1951
.17- إستبرق الشيخلي – مواليد 1959 .18- أيمن سبعاوي التكريتي
– مواليد 1971 . 19- صفاء العبيدي – مواليد 1977
20- وليد العمري – مواليد 1959 . 21- وليد سلمان الشيخلي –
مواليد 1953 . 22- أحمد وطبان ابراهيم الحسن الناصري – مواليد
1975 . 23- بطرس داود – مواليد 1952. 24- دنخا سعيد – مواليد
1964. 25-مشعان ركاض ضامن الجبوري – مواليد 1957. 26- إبتسام
العقيدي – مواليد 1967. 27- يقضان إبراهيم – مواليد 1948. 28-
مقدم جمال – مواليد 1955. 29- أحمد حيدر 0 مواليد 1955. 30-
شكوري السامراني – مواليد 1944. 31- عمر سبعاوي ابراهيم الحسن
الناصري ــ مواليد 1972. 32- رعد الناصري ــ مواليد 1951.
واتساءل ماذا عن التنظيمات المصنّفة إرهابياً من قبل الحكومة
العراقية مثل الجيش الإسلامي وكتائب ثورة العشرين وجيش محمد
وجيش المجاهدين التي عملت مع تنظيم القاعدة في البداية ثم
انفصلت عنه؟ (معلومات مفصلة عن كل التنظيمات المصنفة ارهابية
في كتابي (امريكا والارهاب في العراق).
خلال هذه التغيرات الجذرية في العراق، وتصاعد شدة
الهجمات الإعلامية في أمريكا ضد بوش وإدارته، يقوم بوش وكعادته
بحركة تثير الإعجاب على المسرح السياسي، حيث ظهر فجأة يوم
الإثنين 3 أيلول 2007، يرافقه وزير الدفاع روبرت غيتس ووزيرة
الخارجية كوندوليزا رايس وقائد القوات الأمريكية في العراق،
لعقد إجتماع مع رئيس الوزارة العراقية السيد المالكي في
العراق، ولكن أين؟؟ في قاعدة الأسد الجوية في منطقة البغدادي
(110 كم غرب الرمادي) وهي قاعدة جوية أمريكية محصّنة، وقبل
ثمانية أيام من الذكرى السنوية السادسة للهجمات الإرهابية التي
استهدفت واشنطن ونيويورك في 11 سبتمبر 2001.
ومهما كانت الأهداف من زيارة بوش لكسب السباق الرئاسي ضد
الديمقراطيين أتساءل:
هل سيسحب الديمقراطيون القوات الأمريكية إذا ما نجحوا في
الانتخابات الرئاسية؟
أم أن الجمهوريين والديمقراطيين ينفّذون السياسة الأمريكية
الخارجية وفق مخطط مدروس من أعلى القيادات في مجلس الشيوخ
والكونغرس؟ والعراق بالنسبة للحزبين هو الحصان الرابح او ما
يسميه الامريكان (Jack
Pot).
في الانتخابات الرئاسية في عام 2008 ، والى ان يحين موعد
الانتخابات الامريكية فان (مئة عمامة في العراق ستنقلب، والله
الساتر على العراقيين).
وتبقى العلاقة بين الرئيس الامريكي بوش والادارة الامريكية
والشركات النفطية الامريكية مع السيد رئيس الوزراء العراقي
السيد المالكي وفق نظرية، هات اعطيني، بسْ ممنوع تأخذ شيء
والايام القادمة تبرهن هذه النظرية. |