يوسف
داود
سركون بولص خوشابا
الشاعر والقاص الأشوري العراقي. ولد في مدينة الحبانية /
العراق عام 1944. درس في مدرسة الحبانية الإبتدائية للبنين
1950-1956 وكان في الصف الرابع عندما تمّ تسجيلي في الصف الأول
الأبتدائي في نفس المدرسة، لم يكن شاعراً أو كاتباً يومها،
ولكن كان المدير نافع الشايع يختاره لرفعة العلم وإلقاء كلمة
الخميس.
أكمل دراسته
المتوسطة في كركوك 1956 - 1958 ثم ثانوية كركوك 1958 - 1961.
ودخل جامعة بيركلي في كاليفورنيا 1968 - 1970 وجامعة سكايلاين
سان ماتيو / كاليفورنيا، وحصل على ماجيستير في الأدب.
اشتغل بالصحافة
منذ نعومة أظفاره، ثم مترجماً من العربية إلى الإنكليزية
لشركات مختلفة، أقام في لبنان لمدة عام ونصف العام وزار سوريا
وألمانيا وفرنسا وإنكلترا وسويسرا وإيطاليا والمكسيك وهاواي.
إقامته في كاليفورنيا / سان فرنسيسكو التي أحبها وحطّ فيها بعد
كل ترحال. يقول الشاعر الراحل في كتاب:-إعلام الأدب العربي
المعاصر سيرٌ وسيرٌ ذاتيه إعداد روبرت ب. كامبل / مركز
الدراسات للعالم العربي المعاصر / بيروت. شاهدت أول ثورة
رأيتها في حياتي في مدينة الحبانية عندما هاجمت جموع كبيرة من
العرب بالهراوات والبنادق والسكاكين مقرات الإنكليز في
الحبانية. بعدها انتقلت إلى كركوك وكان سحراً جديداً قد بدأ،
حيث بدأت الكتابة وقرأت لسومرست ثم نشرت اول مقال في
جريدة البلاد وكان عن عمر فاخوري ثم قرأت عن مايا مسكي ونشرت
مقالاً عنه في جريدة النصر وقرأت لأرسين لوبين، واينزنبرغ،
أوهايو لشروود اندرسون، وذات يوم، شاهدت أجساداً متدلية مربوطة
بالحبال كأنها فزاعات. فهربت إلى بغداد وبدأت فورة نشاطي
الحقيقية، وبدأت أنشر القصص في مجلات عراقية وبيروتية بكثرة،
ولم يكن بًّداَ من الهروب إلى بيروت كونها مركز التحدي، وهناك
أردت أن أعرف.. من أنا؟ وماذا أريد؟ ومنها انتقلت إلى أمريكا
بعد عام ونصف عام.
وكان الشاعر سركون
مع مؤيد الراوي وجان دمّو وفاضل العزاوي وصلاح فائق قد شكّلوا
جماعة كركوك. الذين اتّخذوا الكتابة الجديدة في القصيدة، ومن
خلال نصوص سركون الأولى استطاع أن يتسلّل إلى الأوساط العراقية
والعربية من خلال قوة نصّه المغاير وإمكانياته العالية، فإذا
كان ثمة إنفلاقاً شعرياً حديث في الشعر العراقي فكان من خلال
نصوص سركون بكتابته لقصيدة النثر وحسب الشيخ جعفر بكتابته
للقصيدة المدورة.
أصدر سركون
المجموعات الشعرية التالية:
الأول والتالي،
الوصول إلى مدينة أين، الحياة قرب لاكروبول، إذا كنت نائماً في
مركب نوح وحامل الفانوس في ليل الذئاب.
كما أصدر مجموعة
قصصية بعنوان (قصص مهجورة) وشهود على الضفاف، وهي سيرة ذاتية،
ومؤلفات يوميات في السجن، ومختارات دجلة المختارة .
في لقاء معه في
مهرجان جرش/الأردن، سأله هادي الحسيني: - ترتبط قصيدة النثر
بالذائقة الأجنبية والشعر الأجنبي وإنها ليست نابعة من التراث
العربي، وبوصفكم أحد كتابها فأنتم في موضع تساؤل؟. فأجاب: -
الشاعر الضعيف وحده هو من يتشبت بالنص المترجم، عليه أن يقطع
أشواط طويلة إلى أن يحس بالنفس العميق باللغة العربية
باللهاث الكامل بالمفردة العربية، الذي يستجير به ويدفعه إلى
التعبير وبشكل حقيقي عن مًضمِرات، هي أصلاً كامنة في الشعر
العربي، وعلى الشاعر الغوص طويلاً للبحث في كوامل الشعر العربي
بمطلقه.
في بغداد تعرّف
الشاعر سركون على جبرا إبراهيم جبرا الشاعر والكاتب والرسام
والمترجم وقد تبنى جبرا نتاجاته لثقته الكبيرة بمستقبله
الشعري. ومن خلاله تعرّف إلى يوسف الخال الأديب اللبناني
المؤثّر في الوسط الثقافي (مجلة شعر) يومذاك نشر السبعة عشر
نصاً فاجتاز سركون العتبة العراقية واللبنانية إلى الساحات
العربية الثقافية.
وكان سركون أول من
ترجم قصائد لشعراء طليعين أمثال ألن غينزبرغ وغاري سنايدر
ومايكل مكلور، وشملت قراءاته أبرز الشعراء في العالم منهم
الشاعر الفرنسي رامبو وانتهاء بالسورياليين والشعراء
التجريبيين الجدد الذين غزوا المشهد الشعري العالمي.
وعندما حاوره
عدنان حسين أحمد من الحوار المتمدن في أمستردام قال: الشاعر
كائن بدائي لديه معرفة عميقة بالأشياء. وقد قضيت أكثر من
أربعين سنة في كتابة الشعر وملازمة هذا الهم الجميل.
وكتب فيه وديع
سعاده:- وصلت أخيراُ يا صديقي.
وبيار أبي صعب:-
كيف ندفنك الآن في قصيدة؟
ونجوان درويش:- لا
تلتفت إلى الوراء.. غادر.
وفاروق سلوم:- مات
شاحذ السكاكين.
أما إنعام كجه في
الشرق الأوسط فقالت:
كما يتسلّط
الغرباء والمستوحدون، وكما يتساقط المبدعون العراقيون في
المنافي ويدفنون في الثرى البعيد، رحل الشاعر سركون بولص.
وفي قصيدة للشاعر
يقول: "الموت / هذا سيد من أمريكا/جاء ليشرب من دجلة
والفرات/الموت هنا سيد عطشان/سيشرب كل ما في آبارنا/من نفط وكل
ما فيها من ماء/الموت هذا سيد جائع/يأكل أطفالنا
بالآلاف/آلافاً بعد آلاف بعد آلاف".
وعندما تعب الشاعر
"المتسكع" من السفر انهكته المدن التي جابها لكنه لم يعد الى
مدينته مثلما عاد "عوليس" إلى مدينته، بل مات غريباً كما عاش،
منفياً في قلب العالم.
ودفن صباح
يوم الأربعاء الموافق 31 أكتوبر 2007 في مدينة مودستو، بعد أن
أقيم القداس على روحه في كنيسة القديس كيوركيس في مدينة سيرس /
كاليفورنيا.
وممكن تقديم
التعازي هاتفياً للسيد كيوركيس شمعون يوسف عن آل الفقيد على
الأرقام 5107249562 +1 - 4153852630+1
ولشاعرنا نقول لا تدري نفس باي ارض ستموت، ولكن نم قرير العين مع
القديسين والملائكة، فامثالك سيخلدهم التأريخ. |