قرى آشورية مشاريع حكم ذاتي مواقع الكترونية رياضة كتب فنون الأعلام الاشوريون فولكلور آشوري التاريخ الاشوري مقابلات وثائق مقالات الصفحة الرئيسية
 
شهادة ادلاء السيدة روزي مالك يونان
أمام لجنة العلاقات الدولية

عن منتديات باقوفا 2007/2/7

فاروق كيوركيس

 

واشنطن دي سي

صباح يوم الجمعة الموافق 30 حزيران 2006

الساعة 9:30 حسب التوقيت الشرقي

استمع اعضاء من الكونكرس الامريكي لجنة الشؤون الدولية برئاسة هنري هايدن (معروف بتعاطفه مع القضية الاشورية من شيكاغو) الى شهادة السيدة روزي مالك يونان مؤلفة كتاب "الحقل القرمزي" الذي يتناول المذابح وحرب الابادة الجماعية للاشوريين في العراق من قبل الاكراد وخاصة الاسلاميين منهم، قارنت بين حالهم خلال اعوام 1914- 1918 كما صورته في كتابها الموسوم "الحقل القرمزي" الى المأزق الحالي للمسيحيين الاشوريين في العراق، كما تمّ اعتماد شهادة السيدة روزي يونان من قبل لجنة فرعية شكلت لهذا الغرض برئاسة عضو مجلس النواب الامريكي (كونكرس) السيد كريستوفر سمث، كبيّنة رسمية متيسرة للصحافة والاعلام.

اليك عزيزي القارئ شهادة ادلاء السيدة روزي يونان مؤلفة رواية: الحقل القرمزي "امام لجنة العلاقات الدولية يوم 30 حزيران 2006 .

اسمي روزي مالك يونان، انا لست سياسية، لست عضوا في أي مجموعة او تنظيم سياسي، انا كاتبة، انا مسيحية، انا آشورية، انا مواطنة امريكية، انا هنا لاحدثكم عن صبي يبلغ من العمر خمسة عشر عاما (15) واسمه فادي شمعون.

كان فادي راكبا مسرورا دراجته الهوائية الجديدة التي اهداها له والده،  يباغته فجأة في ذلك اليوم المشؤوم الخامس من تشرين الاول 2004 مجموعة ارهابية اسلامية كردية، تمكنت من انتزاعه من دراجته الهوائية واختطافه الى جهة مجهولة، اصاب عائلته الهلع والجنون لمعرفة ما حدث لفادي، حتى عثر احد الجيران على جثتة ملقية في شارع جانبي مثل الزبالة، مقطعا، مشوها بصورة بربرية، محروقا ومقطوع الراس بصورة مرعبة.

هذه الجريمة التي لا يتصورها او يصدقها العقل لم تكن الاولى في مدينة بعشيقة التابعة لمقاطعة آشور، فقبلها شيّع الاشوريين صبيا آخر في الرابعة عشر من عمره يدعى جوليان افرام يعقوب بضربة حجر كونكريتية على راسه الصغير قبل احراقه، قتل الاطفال المسيحيين الابرياء اصبح موضة في العراق، دافعا عوائل مسيحية عديدة الى الهرب تاركين بيوتهم وقراهم بدون مال ولا حول ولا قوة.

سجلت في روايتي الجديده "الحقل القرمزي" وعلى مراحل الاعمال الوحشية التي طالت ابناء شعبي خلال اربع سنوات من 1914 لغاية 1918 التي مسحت من الوجود ثلثي السكان الاشوريين بما يقارب 750000 من الانفس، لقد فقدت اجدادي، اعمامي، عماتي واخرين، وقع شعبي ضحية بيد الاسلاميين الكرد والاتراك قبل 91 عاما لكونهم مسيحيين، ولا زال شعبي اليوم ضحية يدفع الثمن بيد هؤلاء الاسلاميين.

كنائسي تفجر وتدمر، المسنون يقتلون، اخواني الشباب يعانون من الاعتداء والخطف، المضايقة والازعاج والضرب طالت الطلاب روؤس اولادي واولاد جيراني قطعت، اذا رفضت شقيقتي الانصياع بلبس الحجاب تعرضت للاغتصاب وهتك العرض والتعذيب ورش الحوامض لتشويه وجهها، نعم اغفلت الصحافة الغربية معظم هذه الحوادث فذهبت بدون اعلان او تدوين ، هذه الاعمال الوحشية حدثت وتحدث تحت سمع وابصار حكومتي الامريكية منذ (تحرير) العراق.

16 آذار 1918 هلك 150 من الانفس في ذلك اليوم الاسود "بيد الاكراد"، 150 من الاباء والامهات الاحبة، من الاولاد والبنات، من الاخوة والاخوات، من الزوجات والمحبين، 150 من الانفس لكل واحد اسم يخصه، من المتوقعين حضورهم لمائدة العشاء في ذلك المساء وكل ليلة 150 كرسيا ضلّت فارغة، كل واحد منهم يترك فراغا في قلوب امّة شارفت على الانقراض، 150 ذبالة لشموع هي الفترة التي جرفت فيها الملائكة لهذه الانفس على الارض".

كان هذا مقطعا من كتابي "الحقل القرمزي"، التاريخ يعيد نفسه ولا احد يدوّن هذا المأزق لآشوريي اليوم في العراق، لا احد غير شعبي.

نحن الاشوريين أمة بلا حدود، لقد صمدنا لآلاف السنين بقوة ورغبة حب البقاء، قبل حوالي قرن من الزمان، وتحت ظلال الحرب العالمية الاولى، كافح اجدادي من اجل الحفاظ على ذريتهم من الانقراض، هذا العبء يقع على كاهلي الان، يواجه جيلي نفس هذا الكفاح لانقاذ امتي من انقراض كامل في العراق، هنا نسّن قوانين لمنع اصطياد النسر الاصلع (الاجرد) لحمايتها من الانقراض، لكننا نسمح لاقدم امّة في هذا العالم بالانقراض، هذا غير قابل للمغفرة.

الآشوريون وانا واحدة منهم، نعيش في الشتات، نعمل ما باستطاعتنا لجذب انتباه العالم الى ماساتنا، نحن لسنا بمقاتلين ولا بحاملي السلاح في شوارع بغداد، لكننا نكتب ونخط المقالات، نعقد الندوات والمحاضرات، ننتج افلاما وثائقية، نسهر الليالي في النقاش والجدال، نقوم بمسيرات، نضرب عن الطعام، نقوم بالتظاهرات والحشود السلمية نتكلم ومن اجل كرامتنا نرفع صوتنا، عندما يكون معلوما لديك بان هناك اعتداءات تحدث في مكان ما ضد مجموعة ما، تكون انت في موقع شاهد جوهري لهذه الحقائق، ترث المسؤولية المطلقة لتشهد وتخفف من هذا الشقاء البشري.

نحن الآشوريين لسنا باناس فوق العادة، فوجئنا في تقاطع ناري واحداث غير عادية، مع ذلك لا نجابه العنف بالعنف، لا ننتقم، ما نروم اليه هو الحياة فقط ، عندما فجرّت كنائسنا، لم نفكر بالثأر، مشينا في سبيلنا كما يجب كمسيحيين.

غادر بغداد خلال هذا الاسبوع ما يقارب ال 7000 آشوري الى شمال العراق، النساء والاطفال اتخذوا ملجأ لهم في بيوت آشورية اخرى، في حين نام الرجال في المقابر عند الظلام، لا اقول هذا رمزيا، بل اقوله حرفيا، لقد ناموا في المقابر لعدم وجود ملجأ آخر ياويهم.

 لوضع حد لهذا الالم في العراق يعتمد على شجاعتنا في العالم الغربي لمساعدتهم، قبل اشهر قليلة قابلت المطران مار كوركيس صليوا، مطران الاشوريين في العراق، من كنيسة المشرق الاشورية، حديثه عن حياة الاطفال الاشوريين في العراق يدمي القلب "نحن شعب فقير، نحتاج الى المساعدة، ساعدونا" هذا ما قاله.

قبل ايام تحدثت مع البطريرك الاشوري مار دنحا الرابع، بطريرك كنيسة المشرق الاشورية، اخبرني بعدم امكانية رجل الدين او القس من ارتداء ثوبه  في المحلات العامة خوفا من ضربات الاسلاميين.

عراق اليوم كان جزءاً من بلاد آشور، الاشوريون اول امّة قبلت المسيحية، تاسست الكنيسة الاشورية 33 سنة بعد الميلاد، هذه الامة تعاني اليوم من مشكلة خطيرة، نفوسها الذي كان يتراوح بمليون و 400 الف نسمة قبل الحرب العراقية قد تضائل الى حوالي 800 الف نسمة من غير ان تجد من يحمي مصالحها.

رغم كون الاشوريين سكان العراق الاصليين، الا انهم ضحايا القتل والتهجير، ممارستهم لتقاليدهم المسيحية محضورة من قبل الارهابيين الاسلاميين، العنف والعدوان نحو المسيحيين الاشوريين في العراق هي سلسلة من الاحداث المتكررة. مثال ذلك الكنائس الاشورية هي هدف اولي لهذه المجاميع التي تروم قتل وايذاء اكثر عدد ممكن، منذ عام 2004 لغاية حزيران 2006 تمّ تفجير وضرب 27 كنيسة، في احدى الحالات تمّ ضرب 6 كنائس متزامنة في يوم واحد في بغداد وكركوك، وفي يوم اخر ضربت 6 كنائس اخرى متزامنة ايضا في بغداد والموصل، ضرب الكنائس بصورة متزامنة هو نموذج مستمر ومتناوب.

بالرغم من محاولات دفع العراق نحو الديمقراطية، فوحشية صدام التي فاقت التصوّر قد انحرفت نحو الاصوليين الاسلاميين والقوى الكردية التي صعدت بسرعة بسبب ما يسمى "الديمقراطية" في العراق، قلت ما يسمى بسبب الاحتيال والتهديد الذي مورس في فترة الانتخابات.

للمرة الاولى في التاريخ، تمكن الاشوريون من المشاركة في الانتخابات في كانون الثاني 2005، لكن الآلاف منهم في سهل نينوى حرموا من فرصة الادلاء باصواتهم، ففي هذه المدن والقرى لم تصل صناديق الاقتراع بسبب عدم مزاولة المسوؤلين الاكراد واجبهم في توفيرها، كما حدثت خروقات وسرقات بهذه الصناديق في المناطق التي ادلى الاشوريين باصواتهم، حيث حرصت الشرطة السرية والعساكر الاكراد على الظهور علانية وبشكل سافر بالقرب من مراكز الانتخابات مهددة النساء الخائفات اصلا وكبار السن في مناطق سكن الاشوريين فكانت النتيجة كثرة الاصوات الانتخابية للاكراد بدلا عن الاشوريين.

في العراق المحترق بالحرب، بعد فقدانهم معظم حقوقهم الانسانية الاساسية، لا يزال هؤلاء السكان الاصلييين يتعرضون الى اضطهاد وظلم منظم، قتل وتهديد، خطف وعنف وتهميش لحقوقهم في شمال العراق من قبل الاكراد الذين نالوا مبتغاهم في السلطة ويمارسون الان نفس العنف الذي اشتكوا منه سابقا في عهد دكتاتورية صدام.

منذ بداية حرب العراق، دوّنت بعض وليس جميع اعمال العنف ضد الاشوريين في الصحافة الشرقية، لديّ عينة من هذه الجرائم مرفقة مع تصريحي هذا وموجود امامكم، علما بان معظم هذه الجرائم غير مدونة في الصحافة الغربية ، الحقيقة تقول بان ذكرها او عدم ذكرها لا يقلل من شرعيتها، فعند انتهاك حقوق الانسان الاساسية، تكون جرائم ضد الانسانية قد تمّت.

من الممكن ايجاد امثلة اخرى على تهميش الاشوريين نجدها في مقدمة دستور العراق الجديد، فقد تمّ ذكر العرب والاكراد والتركمان بالتفصيل، في حين تمّ اغفال الاشوريين، بالاضافة الى ذلك تستشهد الديباجة بالاعمال الوحشية التي اقترفت ضد الاكراد، لكنها تتجاهل تماما هذه الاعمال التي اقترفت ضد الاشوريين في عهد صدام، وكذلك تتجاهل مذبحة الاشوريين عام 1933 في سميل / العراق.

اصبح "تحرير" العراق غماً للاشوريين، تأخذ بصورة صامتة ما للاشوريين وتبعدهم عنها خاصة في مناطق الشمال من كركوك وموصل وبغداد، وفي مناطق تركيزهم في مدن وقصبات سهل نينوى والمناطق المحيطة بها، ومناطق تحت نفوذ حكومة اقليم كردستان، وذلك من خلال دكتاتوريتهم، يتم وبصورة غير شرعية مصادرة الاراضي والاملاك الاشورية.

بالرغم من ذلك فالاشوريون لا يهاجمون، بل نبقى مسالمين ومسامحين تحت هذه الضروف غير المحتملة والتي لا تطاق.

ليس هناك مساعدات او صندوق مالي يذهب لمساعدة الاشوريين تحت بصرنا الامريكي، ليس هناك خدمات طبية لهؤلاء المسيحيين، لا يمكن اجراء عملية قيصرية لامرأة في محل سكنها، عليها الانتقال لاميال عديد والمخاطرة بحياتها وحياة وليدها للحصول على العناية الطبية.

نحن لا نطالب باكثر مما يذهب الى العراق حاليا من اجل التنمية، ولكننا نطالب بان نستلم حصتنا المناسبة من هذه العينات التي من المفروض ان  تذهب الى مناطق الاشوريين.

في شمال العراق، تذهب ملايين الدولارات من صندوق الولايات المتحدة تحت بصر وانظار الاحزاب الكردية التي تستخدم هذه الاموال لمصالحهم بدلا من توزيعها بعدالة ومساواة لذوي الاحتياجات الاكثر من الاشوريين والتي هم في امس الحاجة اليها.

يعتبر الاشوريون اليوم من اكثر الاقليات حساسية، واقلها حصانة في العالم، تحت بصرنا لا زال الخروج الجماعي جاريا، اذا استمرّت الامور تمشي على هذا المنوال في العشرة اعوام القادمة، من المرجح استئصال وضمور الوجود الاشوري في العراق بسبب سياسات التطهير العرقي والخروج الجماعي والهجرة.

يتمتع الهنود الحمر "سكان امريكا الاصليون" بحقوقهم الانسانية في بلدهم امريكا، بينما سكان العراق الاصليين، الاشوريين المسيحيين يساقون خارجا بعيدا عن اراضيهم.

لقد اصبح موضوع ازاحة الاشوريين مسألة خطرة وحرجة، خلال حرب الخليج 1991 فرّ عشرات الالوف الى الاردن، عام 2003 وفي بداية الحرب على صدام وبسبب الخوف هرب 40-50 الف آشوري الى سوريا ومنذ ذلك التاريخ لا يزال المشهد قائما، حيث غادر العراق الالوف بسبب التهديدات التي استلموها، شريدون بدون مأوى في شوارع سوريا والاردن، بهذه الحالة البائسة ينتظر الاشوريين المساعدة لانتشالهم من هذا الواقع المرير.

طبقا الى دراسة احصائية للمفوضية العليا لشوؤن اللاجئين التابعة للامم المتحدة انه للفترة من تشرين الاول 2003 لغاية آذار 2005 وصل الى سوريا ما يقارب 700000 عراقي وان المسيحيين العراقيين يشكلون ما نسبته 36 % او ما يعادل 252000.

عند بداية الحرب لم يكن هناك مأوى او منطقة آمنة يركن اليها الاشوريون، لهذا هربوا الى الدول المجاورة كسوريا والاردن، لكن بسبب عدم احلال الاشوريين داخليا في العراق، لم يؤهلوا لبرنامج المساعدات التابع للمفوضية، هؤلاء الاشوريون الذين خدموا الحياة والمرافق الانتاجية في العراق، يلجأون اليوم الى التسول والعبودية والبغاء وبيع الاعضاء من اجل البقاء واطعام عوائلهم، يحدث هذا تحت بصرنا الامريكي، علما بان اللاجئين من الكرد الذين يتم احلالهم للسكن في مناطقهم يتم بسبب وجود منطقة آمنة تخصهم في العراق عكس الاشوريين، علينا نحن الامريكان موازنة هذه المسألة.

ليس هناك جدل بان بلاد ما بين النهرين هي مهد الحضارة والاشوريون المسيحيون هم سكانها الاصليين، ومن المؤكد ان الاشوريين هم جزء من نسيج عراق اليوم يقاسون تحت اكراه الشريعة او القانون الاسلامي تحت ما يسمى في الاسم فقط "عراق ديمقراطي".

فالمادة الثانية بند (ب) من الدستور العراقي تنص "لا يمكن سن قانون يتعارض مع مبادئ الديمقراطية"، اما المادة الثانية (أ)  فتنص "لا يمكن سن قانون يتعارض مع احكام الشريعة الاسلامية" هاتان المادتان تتناقضان مع بعضهما.

أحد مبادئ الاسلام والتي من الممكن الاطلاع عليها في سورة آل عمران آية 19 تنص "أن الدين عند الله الاسلام" اما اية رقم 85 فتنص "ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين" لهذا يعتبر المسيحيون كفرة وثنيين بسبب اختيارهم دينا غير الاسلام.

في سورة البقرة آية 191 يملي القرآن على جميع المسلمين لمقاتلة وذبح غير المسلمين "واقتلوهم حيث ثقفتموهم واخرجوهم من حيث اخرجوكم والفتنة أشد من القتل" اما آية رقم 193 فانها تدعو صراحة الى دين واحد وهي تنص "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله"، لهذا السبب فجرّت الكنائس وذبح المسيحيون.

بالرغم من كونهم سكان البلاد الاصليين، فقد عوملوا كضيوف غير مرحب بهم في عقر دارهم وها هم يواجهون في هذا اليوم، سياسة التطهير العرقي من قبل الاسلاميين في مشهد مثير للذكريات لما جرى قبل قرن من الزمان من قبل العثمانيين الترك والاكراد.

لموازنة منطقة الشرق الاوسط من الناحية العرقية او الاثنية حاليا، فكما هناك دولة يهودية ودولة عربية، هناك حاجة لدولة مسيحية.

علما بان المادة الرابعة بند 121 من الدستور العراقي تنص على "ادارات محلية" تضمن الحقوق الادارية والسياسية والثقافية والتعليمية لمختلف الاثنيات كالتركمان والكلدان والاشوريين ومكونات اخرى، الا ان هذا القانون في صيغة النظرية فقط  وليس التطبيق.

بسبب هذا القمع الذي يتعرض لحقوق المسيحيين، يتطلع الاشوريون الى المنظمات الدولية والعالم الغربي وخاصة الولايات المتحدة الامريكية والامم المتحدة للتدخل السريع باسمهم وتمكينهم من اقامة منطقتهم الادارية في اقليم سهل نينوى لتصبح ثانية منطقة عامرة مزدهرة في العراق، هذه المنطقة الادارية الاشورية سوف تشهد عودة اللاجئين الاشوريين الى ارض اجدادهم، يجب النظر الى هذه المسألة الان، حيث لا تقبل التاجيل او الاهمال.

ان الحضارة الاشورية المهددة بوجودها والتي بقيت حيّة تحت حكم جنكيزخان وويلات الحرب الكونية الاولي والثانية تعاني من طمس وابادة تامة بسبب سياسات التطهير العرقي وهضم حقوقها والخروج الجماعي والهجرة.

اختبرت أمريكا بصورة معقولة يوم 11 ايلول وبمثل بسيط الارهاب الاسلامي مشابه لما ألفه وتحمله مسيحييو الشرق الاوسط، فقد راقب الناس بذعر كما راقبنا، الخسائر التي نجمت عن هذا العدوان، كم كان الامر محزنا ومخجلا لو كان هذا الامر قد مرّ من دون اشعار او اعلام؟ كم هو مخجل مرور مأساة ابادة الاشوريين في مطلع القرن الماضي بدون ملاحظة او اشعار؟ كم هو مخجل بان المذابح التي يعاني منها الاشوريون اليوم تذهب بدون اشعار او اعلام؟.