تتأخر
انتخاب أنوش مطران الموصل، جاثليقا حوالي خمس سنوات. كان كل من
المرشحين قد استعان بأصدقاء له من اصحاب النفوذ. وكا أحدهم،
وأسمه أسرائيل مطران كسكر، قد انتخب عمليا، ألا أن أمير بغداد
أمره بالتخلي، ولما تلكأ في ذلك، هجم عليه أحد أنصار أنوش
المتعصبين وشده من على البيم وعصر خصيتيه،فمات اسرائيلبعد
أربعين يوما.
واستمرت
النزاعات العنيفة بين الاسر المتنافسة. فقد أوشك مرشح آخر سامه
يوحنا بن نرسي أن ينتخب (وقد أٌنتخب في ما بعد)، بيد أن أنوش
المستند الى الاطباء الملكيين لم يرغب عن طموحه في بلوغ السدة،
وقد بلغها، وسيم جاثليقا سنة 263 \ 13 كانون الثاني 877.
مات أنوش
الجاثليق سنة 270 \ 23 أيار 884. ولم يبق كرسي الجثلقة شاغرا
الا خمسة أشهر ونصف. أراد أعيان النصارى (عبدون بن مخلد وسلمة
بن سعيد المقيمان بسامراء) منذ البداية انتخاب يوخنا النرسي،
أسقف الانبار، من دون التفكير بفرضه على الرعية. ومن أجل صيانة
قاعدة الانتخاب وأرضاء لعبدون في الوقت نفسه أختار نفر من
الاباء راهبا من أقارب عبدون مرشحا ثانيا، علما بأن الثالث كان
مطران الموصل. ص175.
|