من
اهل المداين كبير السن وله زوجة وولد واختير بصوت سمع من
السماء يأمر باختياره فعقدت له الجثلقة وخطب خطبة حسنة وكان
أٌميا لا يكتب ولا يقرأ وعمل مع اثنين وثلثين اسقفا قوانين وان
يتزوج خدم البيعة ورؤسائها على طبقاتهم على ما رأى اقاق
وبرصوما كل منهم بأمرأة واحدة واان يجتمعوا الابباء كل اربع
سنين في تشرين الثاني عند الجاثليق وعقد لهوشع مطرنة لنصيبين.
وفي ايامه عمل الشعانين بنصيبين والمداين والتجلي والشعانين
عند اليونانيين من الاعياد الشريفة والشعانين شبيه بدخول سيدنا
مع الابرار الى الملكوت بعد مجيئه الثاني والتجلي مثل حصوله مع
الابرار. ودخل بابي يوما الى الملك فقال له ما بالكم تكرمون
عظام الموتى وليس هكذا يفعل المجوس فقال هذا نفعله لما نحققه
من قيامها وعودها على احسن ما كانت عليه وبين له من كونها اولا
نطفة ثم تدرجت قليلا حتى صارت بهذا الكمال وتكمل اكثر. وقيل ان
في ايامه ضاع عقد لامرأة موسرة كانت ارملة تدخل اليها فاتهمتها
به ولم تكن اخذته ولجأت معها الى الحرم فحرّم الكاهن من اخذ
العقد الا رده فحين فعل ذلك قيل ان جرذا خرج ورده وانشق جوفه
وحمد الناس الله على ما أظهره. وفي هذه الايام فتح قباذ لآمد
وانه سمع شخصا يقول له توقف فانك تفتحها فلما دخلها رأى صورة
سيدنا في البيعة فقال هذا رأيت وهو يقول لي توقف فانني افتحها
على يديك فسجد للصورة وكف عن النصارى وعاد الروم فهزموا من بها
واخذوها. وفي هذه ايام ظهر مار ابرهيم الكشكراني اب الرهبان
الافاضل وعاد الى نصيبين وقام باسكول مع ابراهم تلميذ مار نرسي
وابرأ ابنة بعض اهل نصيبين من الشيطان وخرج من بعد وقصد الحيرة
وتلمذ اهلها ورد من كان بها يعبد الوثن وقصد مصر وطور سينا
للتبرك من الرهبان وقصد جبل الازل وانفرد عن الناس واقام في
مغارة وتقوت الحشيش وصنع الايات واجتمع اليه الرهبان وهو اول
من فرض السٌفّار وغيّر زيّ الانسان وكان الجراد استولى على
الموضع الذي هو فيه فلما شكيت الحال اليه عمل اشينتا ودفع
اليهم فاجروها مع الماء فطار الجراد، وتوفي الجاثليق ودفن
بالمداين. دبّر بابي خمس سنين.
|