برصوما الاول: (1134 - 1136)

 برصوما أسقف "مرعيث" ثمانين حيث نزل نوح، في ما يروي، من السفينة ومعه صحبه الثمانون. وكان برصوما رجلا زاهدا ورعا تقيا مشهودا له بحسن تدبير رعيته" كما كان معروفا برؤاه الصادقة.

لا تفاصيل لدينا عن انتخابه الا منذ جاء ليٌسام جاثليقا ببغداد حيث كان قد نزل بدار أبي الفضل بن داود الكاتب بالبادرية. وفي الثامن من شوال 528 \ الاول من آب 1134 استقبله شرف الدين علي بن طراد الزينبي، وزير الخليفة المسترشد منذ سنة 522، فخلع عليه طرحة ودفع اليه عهد الخليفة باقراره جاثليقا، ثم عاد برصوما في موكب من الحجّاب وفرسان الاتراك الى كنيسة سوق الثلاثاء. وبعد ثلاثة أيام في 11 شوال \ 4 آب، جرت رسامته بالمدائن على ما جرت به العادة.

أنتهت جثلقة برصوما القصيرة (أقل من سنة ونصف) في خضم من الصعوبات. نهبت قلية دير الروم وكنيسته، وأخذت الكتب السريانية (الآشورية) والعربية والاثاث كله لأن الجاثليق لم يكن قادرا على تلبية المطالب الباهظة المتذرعة بأتفه الاسباب. تراكمت عليه الديون ولم يكن له مال ليدفع، فتمنى الموت وحن في حزن الى ايامه في نصيبين حيث كان ينعم بالهدوء والاعتبار. فغادر دار الروم ولاذ بكنيسة سوق الثلاثاء مختبئا، ثم مات هناك في ربيع الآخر 530 \ كانون الثاني 1136.

قبل ذلك بأشهر قلائل، في ذي القعدة 529 \ آخر أيلول 1135، قتل الخليفة المسترشد غيلة في حبس السلطان مسعود، ومثّل بجثته وكان له من العمر 40 عاما وولي الخلافة أقل من 18 عاما.