مار ايشوعياب الثاني (جدلايا): 628

 

الجذالي من اهل باعربايا تعلم في اسكول نصيبين واسيم اسقفا على بلد وقع الاجتماع عليه وعقدت له الفطركة بالمداين على الرسم وكان فهيما عاقلا. وفي ايامه تقلد اردشير مكان ابيه شيرويه ويقال ان شيرين احتالت في قتله بالسم لقتله ابنها مردانشاه واردشير ردّ خشبة الصلبوت التي كان اخذها كسرى ثم قتل اردشير وجلست بوران بنت كسرى في الامر لانه لم يبق من نسل الملوك غيرها وسرّ الناس بها. وضربت الدنانير وانفذت ايشوعيهب الجاثليق برسالتها الى ملك الروم وصادفه بحلب وأدّى الرسالة وقبلت الهدايا وكثر تعجب ملك الروم من تقلد امرأة وفرح الجاثليق وسرّ بعلمه وما اوضحه من الامانة وشفّعه فيما قصد من قضاء حوايجه وسأل ان يقدس القربان ليتقرب من يده ففعل وسلم اليه نسخة الامانة وتقرب وجماعة بطارقته من يده. ثم ملك على الفرس يزدجرد وظهر عند نظره في السماء كالرمح من التيمن (الجنوب) الى الجربي (الشمال) وهو الشمال وانبسط في المشرق والمغرب ومكث خمسة وثلاثين يوما وقيل ان ذلك لظهور مٌلك العرب وكانت ايام ملك الفرس اربع ماية وثمنين سنة ثو ظهر الاسلام. وكان هذا الفطرك يكاتب صاحب شريعة الاسلام ويهدي له ويسّله الوصاة برعيته في نواحيه فاجابه الى ذلك وكتب الى اصحابه كتبا بليغة مؤكدة وبره صاحب الشريعة عليه السلام ببرّ كان فيه عدة من الابل وثياب عدنية. وتأدى ذللك الى ملك الفرس فأنكر على الفطرك فعله ومكاتبته وخاصة عند ورود هداياه فداراه الى ان سلم منه. وعاش الى ايام عمر ابن الخطاب علين السلم فكتب له كتابا موكدا بالحفظ والحياطة وان لايأخذ من اخوانه وخدمه الجزية واشياعه ايضا وهذا الكتاب محتفظ به الى هذه الغاية.