اٌنتخب
ايشوع يهب بن حزقيال أسقف القصر والنهروانات، خلفا ليوحنا بن
نازك بعد سبعة أشهر من وفاة الجاثليق. أن اسم أبرشية ايشوع يهب
يذكرنا بمصاعب الجثلقة السابقة. والأرجح أن يكون هو قد هرب
أبان أضطهاد فخر الملك وابن جابر للنصارى، وأن يكون قاسى
المصادرة.
ولما
اقترب الانتخاب فرّق ايشوع يهب رشاوى (بلغت خمسة آلاف دينار،
على قول ابن العبري) على اصحاب النفوذ، وخصوصا أبي غالب الحسن
بن منصور، ذي السعادتين. وقيل ان ذا السعادتين أمر باغراق كل
من لا يؤيده. وهكذا أذن "انتخب" ايشوع يهب، ألا أن عددا من
الاساقفة فضلوا الهرب ولم يقرأوا اسمه في سفر الاحياء. وقد
اتسمت جثلقته التي لم تدم أكثر من أربع سنوات ونصف "بما يقبح
ذكره ولا يحسن شرحه" على قول ماري، والاغلب انه كان يشير الى
المنافسات الداخلية في الكنيسة. اما بالنسبة الى الامور
الخارجية، فيبدو ان الحال ظلت متوترة لان ايشوع يهب لما مات في
13 ربيع الاول سنة 416 \ 14 أيار 1025، احتيج الى اخراج جنازته
ليلا. وفي تلك السنة بالذات "ظهر أمر العيارين ببغداد، وعظم
شرهم"، حتى انهم احرقوا الكرخ، أي الجانب الغربي من العاصمة.
ظل كرسي الجثلقة شاغرا مدة ثلاث سنوات، من 1025 الى 1028، بسبب
الخلافات والف المتصلة بالبلاد. ص268
|