كانت
رسامة يشوعياب المسمى ابن الحائك جاثليقا يوم الاحد الثاني من
تكريس البيعة سنة 1149. وينسب اختياره الى "أبي منصور (؟)
الطبيب المشهور بن الكاتب الحكيم".
بدأت
جثلقة ابن الحائك بسنة خير وخصب، سنة 545 \ 1150، شوهد فيها
اهل السواد يرجعون الى ضياعهم. ولكن السنة التالية جاءت بوباء
اكتسح بغداد.
شهدت
السنوات اللاحقة استغلال الخليفة المقتفي صراعات السلاجقة في
ما بينهم، في محاولته لتوسيع رقعة نفوذه. وقد حالفه النجاح في
الحلّة وواسط ولكنه أخفق مرتين أمام تكريت. "وهو أوّل مَن
استبدّ بالعراق منفردا عن سلطان يكون معه . . . من حين تحكم
المماليك على الخلفاء من عهد المستنصر الى الآن" على قول ابن
الاثير. ولعل ذلك يعزى الى شجاعة المقتفي الشخصية، والى أدارة
ابن هبيرة الوزير، والى بسط يد صاحب الخبر، مثلما قد يعزى ألى
الظروف: موت السلطان مسعود سنة 547 \ 1152، وهزيمة السلطان
سنجر في السنة التي أعقبتها. وقد كان ذلك علامة على زوال نفوذ
السلاجقة في رأي جورج مقدسي.
|