من اهل بانهذرا اسامه يوانيس مطران نصيبين اسقفا على حران
ونقله طيماثاوس الى مطرنة دمشق وكان عالما باخبار البيعة حسب
من غير فهم واحسن خدمة المامون واصحابه وجماعة النصارى الذين
كانوا معه لما حصل بدمشق في وقت الغرق واعتقدوا فيه الجميل
وانعقد له الامر واسيم سنة سبعة عشرة وماتين ونزل الدير الكبير
وجدد ابنية مار فثيون وهذا كان قديما في ايام الفرس ولما بنى
المنصور مدينته ونزلها الناس هدم سبريشوع تلك الابنية لاجل من
تغلب عليها ولم يتعرض للهيكل والمذبح وجدد بناء بيت الاشهاد
والاروقة ونصب اسكولا وجمع المتعلمين وكان علي وعيسى ابني داود
يقومان بامرهم واقام الجاثليق فيه ورسم ان يدفع من دخله الى
رهبان كنيسة صرصر وهو المعروف بكنيسة صليبا وهم الناقلة من هذا
الدير اربع دنانير في كل شهر وعمر الضياع وضيق على نفسه وتوفر
النفقة على المدرسة والابرشية وافتقاد الغرباء ومات ودفن في
دير اكليليشوع وجثلقته اربع سنين وشهر. وفي هذا الوقت تقلد
المعتصم بعد المامون وازال ما كان استمر على بلاد الموصل
وباجرمي (كركوك) من اللصوص وكبس القرى وفي السنة الثانية من
خلافة المعتصم وقع الحريق ببغداد وتلفت اموال التجار قربا
وبعدا ولم يمكن اطفائه واخرج المعتصم مالا وسلمه الى قاضيين
لاستحلاف كل انسان على ما ذهب له ويدفع اليه خٌمسه وخرج الى
الطيرهان للصيد وصاد وجعل في اعناق السباع الاطواق الحديد ووسم
على فخاذ الظباء وحمير الوحش اسمه واستطاب الموضع وابتاع من
سكان ذلك الموضع النصارى الخرابات المتصلة بالمطيرة وجدد بناء
سامراء. |