المعروف بزنبور الجاثليق. عند وفاة يوحنا الجاثليق نيح الله
نفسه اصعد اوجين اسقف النعمانية المعروف بابي العلاء للنطارة
اذ كان قد توفي اسقف كشكر المعروف بابن كورا نيح الله روحه قبل
موت هذا الاب فنطر هذا الاسقف اوجين ثلث سنين اخرها ذو القعدة
سنة خمس واربع ماية ثم احفل مع اهل البلد وهم اهل بغداد عند
ورود عساكر خراسان مع ركن الدولة طغرلبك الى بغداد للامتعاض
لما تم وجرى واستمر من عصيان البساسيري واقدامه على كبس وقصد
الحريم في ايام القايم بامر الله وتعهده على الاولياءء ومنعهم
واظهار ركن الدولة نصر الدولة العباسية واعادة القايم بامر
الله الى داره بعد اخراجه عنها اللى عانة فهجنه الامير مهارش
بن مسيب فاجتمع ركن الدولة بالقايم بامر الله في النهروان
وتقدم هذا العاصي ومقاتلته وبعد ان امن الناس والرعية وسار الى
طفريج نفرت العساكر قاصدة الى ريس (!) لمقارعة البساسيري
فوقعت المقارعة في موضع يعرف بالحمام وبعد اصعاده من واسط وظفر
به وقتل وحمل رأسه ونصب على الطيار (!) ببغداد فاما اوكين
الناطر فانه ذّكر من شاهده انه وصل عريانا الى بثق المعري
مجرحا ولم يعرف له خبر من بعد ووقع الاياس فلما اطمأن الناس من
بعد شهور شرع في بناء الهياكل بعد خرتها وانفذ بعض شمامسة
البغداديين لاحضار ماري اسقف نفر والنيل من الرصافة للناطوروث
لان الامر أٌنهي اليه. فحضر وعمل عيد الصليب بدورقني واصعد الى
بغداد ووصل عقيب ذكران مار سبريشوع الجاثليق ودخل ووجدها على
غاية الاختلال حتى لم يجد فيها حصير ولا غيره وما قصر الاجل
ابو الخير سعيد ابن منصور ابن موصلايا فيي ارفاده ومساعدته
على زمان ناطوروثه وكان مدة ذلك شهور وكان اولها ايلول واخرها
اييام من آب في تضاعف (!؟) ايامه ورد الاب عمنويال مطران
باجرمي من دقوقا واقام ببغداد شهورا يتوصل في امر الجثلقة
لنفسه باطنا وظاهرا. يذكر انه يوثر طرح البنادق وكان قبل ورود
البساسيري عند كون عميد الملك وصحبة رجاء الحكيم الاصفهاني في
اواخر سنة تسع واربعين واربع ماية تنجز توقيعا من رئيس
الروؤساء ابن مسلمة ورتبه القايم بامر الله بولاية الجثلقة
لسبريشوع مطران جنديسابور ثم حضر بعد تنجز ذلك هذا المطران
ورام الامر فتجدد ما تجدد من اقدام البساسيري على ما اقدم عليه
ببغداد على على دار الجثلقة ووقفت الامور واقتضضت الحال عود
هذا المطران الى اصفهان. فلما عاد الخليفة القايم بامر بالله
رضي الله عنه وركن الدولة طغرلبك الى العراق وحضر عميد الملك
في رسالة ركن الدين صحبة العميد ابي سعيد القاني وصحبهم
سبريشوع المطران بشفاعة الحكيم رجاء الطبيب لمساعدة على اتمام
الامر الذي رامه اولا عند وصوله الى بغداد بدوا بالخطاب في ذلك
الاباء الاساقفة والمطارنة وامتنعوا عن قبول ذلك وقالوا لا
نقعد جاثليقا الا بالبنادق حسب ما جرت به العادة. والمجرد في
ذلك عمنويال ومنع رايه عبد المسيح مطران حلوان وماري اسقف
النيل الناطر وماري اسقف عكبر المعروف بابن فهد. وورد اخيرا
جبريل بن ركوة اسقف الطيرهان ولم يكن مشاركا في هذا الراي وجرت
خطوب يطول شرحها ادّت الى انفاذ العميد ابي سعيد الاصفهاني
النصراني وصحبه الخراسانية الى دار الروم واخذهم باستدعاء
سلطاني وكان ذلك في الاحد الاول من سابوع القيظ في سلخ جمادي
الاخرة سنة ثلث وخمسين واربع ماية والناس في الرازين وحملوا
الى دار الملك ولم يساعدهم احد من النصارى لا في خطاب ولا في
غيره وعند انقضاء النهار وضجرهم من الملازمة لهم انفذوا الى
العميد وسالوه ان يحضر من يجري مجراه في اخذ خطوطهم بالرضا
بسبريشوع من غير طيب قلب. ففعل ذاك وقصد دار المملكة عشي ذلك
اليوم ولما مضى شطر من الليل جلس فاحضرهم وجرد الخطاب مع
عمنويال دون الجماعة فامتنع عن قبول ما اراد منه فجرى من
العميد نفرة وضجر ادى الى دخوله والجماعة الى ما يرام منهم
فنفذ بان يقصدوا هذا المطران المقدم ذكره ويتألفون ولا يجري
منهم ما يقتضي العود في خطاب فانحدروا صحبة الحكيم الاصفهاني
وقصدوا دار العميد ابي سعيد الى نهر معلى وكان هذا المطران
ساكنا في جواره فاجتمع بهم فعند ذلك جرى بينه وبين عمنويال
منافرة ثم بعد ذلك استمالهم واخذهم الى منزله ولطف بهم واعتذر
اليهم مما جرى وشرط عليه شروطا واذعنوا له بالطاعة وحضروا
بالقلاية بدار الروم وبعد ذلك وثب مارية اسقف عكبرا وقال يعلم
الشاهد النايب اننا مذعنون بطاعة الاب القديس مار سبريشوع
مطران جنديسابور ومقرّون بجثلقته ورياسته علينا. فقال الجماعة
ص124 وتقدم هرمزد القس الراهب بامرهم بالكاروزة وذكر اسمه فيها
وانحدروا الى الدار الامامية وصحبهم منصور ابن عيسى ابن مار
سرجيس المكّنى بابي علي واببو الخير سسعيد بن موصلايا وعبد
المسيح مطران حلوان زماري اسقف النيل وماري اسقف عكبرا ومن حضر
من القسان والشمامسة ومشايخ النصارى واستخرج الاذن في مجلس
الوزير المعروف بابن كارست (؟) ونهر (؟) الخلافة في ذلك الوقت
واحدر الجماعة الى دير المداين على العادة. واسيم في الاحد
الثالث من سابوع القيظ يوم الثلثا من آب وقرأ وقدس واخذ بيده
عمنويال بعد ان رسمه واوقفه بين يدي المذبح ببيعة المداين وقال
له نحن قد سلمناه فانظر انت وربك اذ كانت العادة لم تجر بمثل
ذلك ولا سمع به وانحدروا الى دورقني وعمل بها القبال وسهرّا
(شهرتا) لمار ماري السليح عليه السلام وما عمل به قبال بل
قصده وتسلم وخرج. واصعد الى بغداد وعمل بها القبال الاول في
الاحد الخامس من قيظ في رجب من السنة وكان يوما مشهورا، واسام
قبل الرازين جبريل اسقف الطيرهان مطرانا على الموصل، ووقع في
اسياميذه مشاجرة بين الشعب وبين الجاثليق لاجل الاركيذياقون
وبعد استام همرزد القس الراهب المعروف بابي العلا الصيرفي
اسقفا الى كشكر وواسط بعد ان وقع الرضا به من الشعب الكشكري
وكتب له الشلوت ورضي به البغداديون ورسم معه اليا القس المعروف
بابن يسرة البزاز الاركيذياقون وكاتب القلاية وكان عالما فاضلا
بالسرياني والعرب خطّاطا ومن بعد سنتين من جثلقته وقع بينهما
فاسطه من رتبة الاركيذياقونوث وصرفه من كتابة القلاية ورتب
عوضه ماري الحديثي معلم الاسكول وقنكاني بيع دار الروم كاتب
السرياني ورتب كاتب العربي سعد الله ابو الفتح ولد نظام الملك
نيح الله روحه وعمرت القلاية في ايامه بالرحل والالة وقامت
حشمة الجثلقة بينهما (؟) على المطارنة والاساقفة والشعب واسام
بعد ذلك مكيخا سليمن القنكاني اسقفا للطيرهان وعند وفاة جبريل
مطران الموصل اسام يبلاها اسقف معلثايا المعروف بابن ابي دره
الى موضعه ثم اسام اسطفانوس المكّنى ابا عمر ورئيس عمر مار
يوحنا اليلمي عليه السلم مطرانا الى جنديسابور واسام نسطوريس
المعروف بشخصه الحديثي الى النعمانية اسقفا واسام اسطفانوس
الراهب اسقفا الى السن واضاف اليه البوازيج واسام يوحنا
الحديثي الراهب مطرانا الى مصر واسام حنانيشوع الراهب اسقفا
الى بيت المقدس وانفذ من بعده في الساعوروث الى جزاير البحر
واسام ابن طوبه اسقفا الى حلب واسام اسقفا الى اسقوطرا واسام
اسقفا الى حربث ونفذ ماري اسقف الراذان الى الانبار واسام
جيورجيس الراهب مطرانا الى البصرة واسام جيورجيس الكشكري
وانفذه الى خراسان وسجستان وقصد بلد الخطا واقام به الى ان
توفي. وجرت في ايامه وجبة مع هبة المسمى توما زعيم اليعاقبة
ببغداد لاجل زوجه (؟) بنت ابي غالب بابن ابي طاهر البلدي
اليعقوبي وهذا مما لم تجر عادة اليعاقبة به ان يستعمله مع
النسطور فلما عاتبه ساعة قال نحن رئيسين لشعبين وبيعتين اذ كان
متعديا في ذلك واخذ ما ليس له بحق والذي حمله على ذلك جهله
وسوء طباعه لانه كان رجلا فظا تكريتيا وصغال(؟) المذهب
القورلسي مباينا لما عادا ذلك فاقتضت الحال نصرة الحق واقراره
مقرّهٌ وجمع كافة الشعب النصارى روساءهم وزعماءهم وجماعة الطب
فتقدم اليهم ان لا يقصد كاتب ديوانه ولا طبيب بمارستان ولا
تاجر دكانه ومعيشته. فوقع التظلم واستمر على اهل هذه النحلة
الى الامام القايم بامر الله تعالى عليه واظهرت الحجة
والمنشورين المكتوبين لهم احدهما في ايام المقتدر والاخر في
ايام القادر بالله في ايام ابراهم ويوانيس الجاثليقين. وعند
تصفح ذلك تقدم بكتب منشورا لهذا الاب سبريشوع يضمن دخول زعيم
اليعاقبة والملكية في طاعته والائتمار له وتقدم الى هذا الجاهل
الهرطيق المعتدي طوره بقصد باب الجاثليق وصحبته اصحابه ليعتذر
اليه مما جرى منه. وكان ذلك في الصوم الكبير وحضر في القلاية
جماعة الروساء البغداديين والمشايخ المومنين وعند حضور
اليعاقبة معهم اوصلوا الى القلاية وتحدثوا الفريقين الحديث
الزايد وبجل هذا الجاثليق عليهم غاية التبجيل فاما هبة الجاني
فما اوصل في تلك الليلة وبات في بيت مار ماري السليح عليه
السلم في دار الروم كافلا بعد ان اخرج له شمعة ومآكل فامتنع من
الافطار وقال لا طريق الى اخذ الغداء دون ان يقع الرضا عني
فلما كان من الغد اوصل واعتذر وقبل عذره وخلع عليه وعند خروجه
من القلاية وعبوره الى قلايته اعترضه اصحاب الامير ايتكين
السلماني شحفه(؟) بغداد وحبسه. فعرف الجاثليق ذلك فقصد دار هذا
الامير وخلصه من يده وكان ذلك امتعاضا لما تم على الجاثليق.
وبعد ذلك بمدة عرض له مرض من الفالج وصنف من السكتات بطل معه
نطقه وتصرفه في يده اليمين وبقي على هذه الحالة نحو من شهرين
ثم انتكس وبقي شهرين ونصف باطلا الا انه يحس بما يجري ولا
يمكنه الكلام والحركة ثم استناح بعد مشقة من الالم في يوم
الثلاثاء الثالث عشر من نيسان في رجب سنة اربع وستين واربع
ماية ودفن في بيت مارت مريم مجاور يوحنا ابن الطرغال وكانت
مدته في الجثلقة عشر سنين وشهورا. وحدثني هذا الاب انه في
النوبة التي عدت بها الى اصفاهان بعد اصحاب ركن الدولة ومضيهم
في اثرهم هذه نوبة لا يصح لي فيها شئ ولا نحوز منها مساعدة وان
له مع جيورجيس عليه السلم عهد ووعد لم ينتجز في هذا الوقت.
تغيير:
07.19.2021
جميع
المواضيع تعبر عن آراء كتابها وليست بالضرورة رأي الموسوعة