من
اهل كشكر (واسط جنوب بغداد) عالم خطيب متعاهد للمساكين
والاسكولات (التلاميذ) وهو اول من عقدت له هذه الرتبة في بيعه
المداين فدبر الامر احسن تدبير وكانت مدته عشرين سنة. في ايامه
نصب اغناطيوس الفطرك على انطاكية وهو راي (رأى) الملايكة
يشتمسون جدين فرسم ذلك في البيعة. وطرحه ملك الروم للحيوانات
فافترسته ومن قبل كتب كتابا الى اهل كرسيه يحثهم على التمسك
بالايمان وكان مبلغ تدبيره ثمان وثلثون سنة. وبطلت تشمسة
الجدين بعده حى وافى ديودوروس اسقف طرسوس الى المشرق وشاهد
شمعون برصباعي يفعل ذلك ورجع فاخبر فطرك انطاكية بذلك فاعاده.
وفي ايامه قٌتل مخسيميانوس ملك الروم وكان مبغضا للنصارى وقتل
خلقا منهم وهرب خلق منهم. واول من تنصر من ملوك الروم فيليفوس
واجتمع اليه اهل مملكته فقتل بعضهم وعفا عن بعضهم. وجرت منه
هفوة منعه لاجلها الفطرك وامتنع واستغفر له ووقف موقف الخطأة
ونزع زي الملك وقويت الامانة بفعله. وكان في ايامه كٌتّاب عدة
من الملافنة في البيعة والفلاسفة اورغانيس وكتبه ممنوعة من
البيعة. وفي ايامه ظهر انطونيس القديس وفولوس التخريط في برية
مصر وبرزا في الرهبنة وقاوما الشيطان وكل السباع والوحوش تدور
بهما ولا تقدر عليهما برسم الصليب وله ايات كثيرة. وكتب اليه
قسطنطين يسئله الصلاة عليه وراى بعين الروح ان يمضي الى فولوس
وبعد ان اجتمع معه راى نفسه وقد تناولها الملايكة فبكا متأسفا
ورجع فوجده ساجدا ولم يكن معه احد فحضر اسدان فحفرا قبره وصلى
عليه واخذ كتينا من خوص كان عليه ورجع الى مكانه. وفي ايامه
جمعت مملكة الفرس لاردشير بن بابك وزالت ممالك الطوائف.
|