مار تومرسا (389-393)

 

من اهل كشكر. لما ملك يزدجرد راسل تومرسا النصارى في النواحي انه لا يحل لهم ان يدعوا البيعة بغير رئيس فمن وهب نفسه لله فليظهر وتعقد له الرئاسة والا فقد وهبت نفسي لله فسلموا وعقدوا الرياسة عليه في بيعة المداين على الرسم وكان يطوف البلاد ويعمر  البيع بمعاونة ابن بختيشوع الخادم الذي قتله بهرام وكان يداوي الخطاة ما رام اصلاحهم ويرجوهم فاذا ايس منهم انفذ سهم المسيح فيهم وكان يعرف غوامض الناس ويخطب عليهم باني عرفت من احدكم زلة فلانية فان تاب والا كشفت اسمه وكان يتعاهد الكهنة ليكونوا على الطريقة السديدة وكانت مدته سبع سنين وشهور ودفن بالمداين. وكان في ايامه مار عبد يشوع القناني وهذا كانت امه زانية ولما ولد القته في البيعة ورباه النصارى وتمهر في اسكول بلده واسيم قسا وبنا ديرا عظيما واسكولا جمع فيه جماعة من وعلم وتنصر الناس على يده في بلد النبط وبني العمر الذي قربه التل بصرصر المسمى مار صليبا ولما اتفق انقطاع خبز صبيان اسكوله برك على خبز يسير كان عندهم وأكلوا يومين الى ان انفذ لهم بعض المؤمنين حنطة. وردّ من ضل بمقالة مرقيون وسحره واجتهد المرقيونية في قتله ولن يتمكنوا وحبسه المجوس في المداين وخلصه المسيح من حبسهم. وعمر صليبا المذكور ان في زمان هٌدمت البيع وقتل النصارى ظهر صليب في الارض على مثال الشجرة في الموضع المذكور من صرصر واجتهد المجوس في اخفائه ولم يتمكنوا فاعلموا بذلك رئيس الناحية وكان اسمه صليبا فبنى عليه ديرا فاجتمع اليه الرهبان وسمي عمر مار صليبا وكان يقيم بجميع ما يحتاجون اليه وقصده القديس مار عبدا وتلمذ خلقا وقطع المجوس الشجرة بعد خمس سنين. وفي هذه الايام بنى عبد يشوع عمره الذي بقرب الحيرة ووصل عبد ايشوع من بلده ميشان وقصد اسكول مار عبدا للتعلم. وفي بعض الايام مضى الى دجلة ليحمل ماء واتفق ثم نسوة حلفوه ان يملأ جراره من ففعل وابطأ فلما عاد انكر عليه مار عبدا لسبب تأخره فقص عليه القصة فقال له ان كان كل من يقسم عليك بالمسيح تفعل ما يقوله فانا اقسم عليك بالمسيح ان تدخل هذا التنور النار فدخل وانفرجت عنه النار. وهرب ليلا الى بلده وبنى ديرا واجتمع اليه اهله ومضى الى باكسايا وتلمذ خلقا وبني ديرا واجتمع اليه اهله ومضى الى باكسايا وتلمذ خلقا وبني ديرا وصار الى الفرات وبني ديرا واجتمع اليه خلقا من المتعلمين وتلمذ اهل متوث واهل ميشان واتصل خبره بتومرصا الجاثليق فجعله اسقفا على دير محراق وتأذى بهم فخلف عصاه ومغفره عندهم وخرج الى جزيرة في اليمامة فاقام متفردا وعمد اهلها وبني ديرا بها واخرج شيطانا من بعض الناس فقال له الشيطان اين تأمرني حتى امضي  فقال له احمل هذا الحجر الى برية بني اسمعيل ففعل ذلك وعاد فأقسم عليه ان لا يبرح من تلك الجزيرة حتى يعرف صحة ما قاله فمضى بالوحي وقرب من الحيرة وبني عمرا. ويقال ان صوت الشيطان يسمع ثم الى الان يا ربن عبد ايشوع كم انتظرك هاهنا. وعاد الى ارض ميشان يتعاهد اولاده فاستناح.