تلميذ لمار عبدا وكان زاهدا قديسا فاضلا عالما وانقذه مار عبدا
الى دسكرة ايشوع بالقرب من دير حزقيال النبي لينصرهم ففعل
واحب التفرّد فبني ديرا بقري الفرات واجتمع اليه الاخوة ولما
كثروا فرقهم ثلث فرق كلما خرجت واحدة من صلاة عدان دخلت الاخرى
والتي تخرج من الصلاة تتشاغل بخدمة الضعفا والغربا ومصالح
الدير. وكام مار عبدا يطوف المواضع وانقطع الغيث في بعض السنين
وبصلاة يبلاها (مار) ورد. وعند موت مار احي اجتمع الناس
لاختيار اب وكان يزدجر يعرف فضله فوقع الاختيار عليه بمساعدته
واقام ابنا لملك الفرس بعد موته وحضر مروثا الاسقف وأنهى ذلك
الى الاباء المغربيين فعظم محله عندهم وجعلوا اسمه في جملة
رؤسائهم. وبعد ثلث سنين من جلوسه انفذ تاذاسيس ملك الروم باسقف
امد الى يزدجرد فاجتمع مع مار يبلاها وجدد القوانين التي تصلح
لتدبير البيعة واتفقا على قوانين الثلثماية والثمنية عشر وجدد
القوانين التي تصلح للبيعة وفي هذا الوقت اسيم قورلوس
الاسكندراني مكان تاوفيلا، ةاحب يزدجرد مكافاة تاذاسيس على
انفاذ اقاق فانفذ يبلاها بهدايا جليلة وكاتب اصحابه باكرامه
ولما وصل سٌرّ به تاذاسيس وسأله عن امور النصارى بالمشرق
واعلمه سلامتهم من الاختلاف ودفع اليه مالا وطرفا ولما عاد
بادّي الرسالة جدد بيعة المداين وبنى بيعة كبيرة من جملة ما
صحبه. وتغيرت نية يزدجرد في النصارى وهدم البيع فعاد الصداع
عليه واستدعى يبلاها فصلى عليه فبرئ وعوفي وعاد الى احسن
عنايته وامر ببناء البيع. ولعلم يبلاها بما سوف يجري على
النصارى سأل قبضه واستناح ودفن بالمداين وكانت مدته سبع عشر
سنة. وبعد موته عاد يزدجرد هدم البيع وقتل النصارى وفعل معهم
امرا عظيما وكان في جملة المقتلين مار عبدا اسقف الاهواز لان
قسا من اصحابه تعرض لبيت نار كان يجاور البيعة وكان النصارى
تتأذى به وكان هذا مّما ايقظ يزدجرد ففعل ما فعله وبشفاعة اسحق
بطرك ارمينيا، كف وهو جعل للارمن في طاعة يزدجرد ويقال ان في
جملة من اجتمع لعمل القوانين مع يبلاها معنا مطران فارس فاشار
ان لا تعمل القوانين وكان فاضلا فلم يلتفت عليه يبلاها. فسقط
الجاثليق مغشيا عليه ومات فجأة وهموا الناس في اجلاس معنا. |