مار يوسف (552-567 م)

 

المقترس كان يفهم الطب وتعلمه في بلد اليونانيين وقصد نصيبين فاقام بها في دير هناك واتصل بمرزبان كان بها. ووصف لانوشروان عند علته وحضر وعوفي على يديه واختدع الناس بظهاره. ولما استناح مار آبا عقدت له الفطركة باذن انوشروان وعمل في السنة الثانية لقعوده اثني وعشرون قانونا ودبر الامر ثلث سنين وتغّير. واعتضد بمرزبان كسرى وطرد الاساقفة وشد القسان على المعالف وكان يمتهنهم ويعتمد صرفهم وحبس القديس شمعون اسقف الانبار ومع طول المدة اتخذ الاسقف لنفسه مذبحا في الحبس ليقدس عليه فدخل يوسف وداس القربان ومات الاسقف في حبسه. وصرف اسقف الزوابي عن كرسيه يعني اسقف النعمانية وكان هذا يعرف الطب واللغة الفارسية فتوصل الى الملك وخف على قلبه وقصده مار مالخ اسقف داربحرد فتنجز له كتاب الملك بالصيانة فصصعب ذلك على يوسف وخرق الكتاب ولما سمع هذا اهل فارس فارس قطعوا خطبته وللما تزايدت قبايحه منها شهادته  على المؤمنين بالزور وانه سرق من خزانة الملك عقدا جميلا اجتمع الاباء والمؤمين وراسلوه فامتهن رسالتهم فتقدم الملك لمحكمته فامتنع احتجاجا بانه جاثليق وحرمه الاباء الحاضرون باجتماع اليبين ولم يلتفت اليهم وكان يسيم ويقدس وشكوا امره الى الملك وضرب نرسي النصيبي للملك في معناه مثلا بان ملكا وهب لبعض المساكين فيلا فلما صار الى دار المسكين لم يدخل الى داره وفكر في مؤنته استعفى الملك منه فعلم الملك ما اراد المثل واعفاهم من يوسف الجاثليق. وكانت مدته خمسة عشر سنة. وجرت في ايامه امور كثيرة مذمومة منها قصد كسرى انطاكية وسبيه اهلها وبناءه لهم مدينة على شكلها تسمى الرومية وحدث في ايامه وباء مفرط حتى كان الناس يمشون ويموتون وخلت البلاد من الناس وخافت حتى كان الذي يحفر ليدفن الميت يموت على القبر وفي هذا الوقت توفي مار يوحنا قرابة مار نرسي وعض لانوشروان الطاعون ولاهل الاسكندرية وزاد الموت على الحد حتى لم يكن من يدفنهم وبقي الموتى هكذا ثلث سنين ونصف. وقيل ان يوسف صرف همته الى دفن الموتى فلم يعرف له جميلا غيره. ولما انقطع الموتان وقع على الناس الجوع وكان ياكلون ولا يشبعون وبعض المدن صارت قبرا لاهلها وانخسفت. ومال يوسطتوس الى مذهب ساوري وعمل كتابا في اتحاد الجوهرين ولم يقبله الاباء بانطاكية وكان يقول ان احد الاقانيم المت بالجسد. وعند تمام الصلح بينه وبين كسرى استدعى منه عدة من علماء المشرق فانفذهم وباحثوه واذعن بالجوهرين وصرفهم مكرمين ثم تغير وحرم ديوذوروس، وقيل ان ابراهيم ويوحنا تلميذي مار نرسي كانا في القوم ووقعا منه اجمل موقع واستحسن عليهما عبارتهما وتغير عقله في السنة التاسعة لملكه واستخلف طباريوس وكانت مدته ثلث عشر سنة وفي هذا الزمان كان اوطيخوس الفطرك واستعفى وعاد من بعد.